09-22-2021
|
|
|
من مذكرات: صرصار مظلوم

بداية دعوني أعتذر على وضع هذه الصورة فأنا أعلم أنها لا تروق الكثيرين -السيدات بالذات- لكنني لم أجد ألطف منها!
آه الصراصير، تلك الكائنات الشائكة القذرة، بألوانها المثيرة للغثيان، وأصواتها المثيرة للإشمئزاز. مجرد النظر إليها تزحف في الأنحاء يجعلك تشعر بعدم الراحة، حتى ولو كانت عبر شاشة الهاتف!
كم من أناس يعانون من الرهاب الشديد تجاه هذا المخلوق بالتحديد! معذب البنات مقطع القلوب، كابوس النساء الأكبر 😂. هذا صرصار عادي فما بالكم بصرصار يطير!
لكن هل تعلم عزيزي القارئ أن هذا الشعور متبادل؟! كلا لم تخطئ القراءة! هذا المخلوق يشمئز منك كما تشمئز منه أنت! فقد أثبتت الدراسات أن الصراصير عند إحتكاكها بالبشر (ملامسة مباشرة) تهرع الى جحورها لتنظيف نفسها!
ليس هذا وحسب، المرة القادمة التي تحاول فيها قتل صرصار ما، أنظر في عينيه (أو لنقل في عيونه الكثيرة!) أولاً ولاحظ نظرات الإشمئزاز والقرف! 
علمياً، تملك الحشرات (ومنها الصراصير) جهازاً عصبياً بسيطاً للغاية. ولسنا نعلم إن كانت تشعر بالقرف أو الإشمئزاز. لكن هناك جانباً آخر للقصة يخص البشر، إذ أن جلود البشر تفرز الكثير من المواد الدهنية والعرق وأموراً أخرى (لا علاقة للأمر بالإستحمام أو النظافة الشخصية فهذا الإفرازات موجودة دائما حتى إن لم نلاحظها!). وعند تلامس الجلد البشري مع أي جسم آخر فإنه يترك شيئاً من تلك الإفرازات على ذلك الجسم. الأمر مقرف بعض الشيء في الحقيقة إن فكرتم فيه (الأمر شبيه بمخاط الحلزون برأيي! إن كنتم قد رأيتم حلزوناً يزحف فستفهمون ما أقصد)
إذاً، عودةً للموضوع، عند ملامسة صرصار ما لجلد آدمي، فإن شيئاً من تلك المواد والإفرازات تعلق على جسمه مما تسبب له صعوبة في الحركة أو الأسوأ، إذا علقت تلك المواد على قرون الإستشعار الخاصة به فهي ستسبب تشوش الحواس مما قد يجعل الصرصار في خطر محدق. ولهذا السبب يهرع الصرصار لإزالة تلك المواد بأقصى سرعة.
في حين أن ما ذكرته قد يفسر سبب نفور الصراصير من ملامستنا، إلا أنه لا يستبعد كونها تشمئز منا! كما أنني لا ألومها فأنا أيضاً سأشمئز من ملامسة أي مخلوق قد يترك إفرازاته النتنة علي!
نحن بدورنا كبشر لا نعرف سبب إشمئزازنا منها، أو من أي شيء حقاً! لطالما كانت مشاعر الإشمئزاز والقرف غريبة بالنسبة لي ولا أجد لها تفسيراً…
آه البشر، تلك المخلوقات الدبقة ذات الرائحة النتنة! ما إن تلامس أحدهم حتى تجد نفسك مغطى بمادة هلامية قذرة تلتصق بأطرافك وحساساتك كالصمغ، أو الأسوأ، تدخل في عينيك! ثم لما لا يدعوننا وشأننا نتسكع فى أركان المكان؟ بل يبادرون لقتلنا وكأننا آفة لا بد من إزالتها! ليس وكأننا سنأتي لنلمسكم! ءع!…
|