03-13-2019
|
|
رِسَالة اعتذار .
رِسَالة اعتذار
أنا أسف نيَابةً عَن كل شيء وكل شَخص،
لكلّ شيءٍ وكل شخص.
أنَا أسف نيابةً عن مساوِئ هذَا العَالم،
أنا أسف نيَابةً عن الرِّسالة التي لَم تَصِل،
أنا أسف نيَابةً عن الحُلم الذي لَم يتحقق،
أنا أسف، لأن لا شيء بيديَّ سِوى الأسف.
أعتذر لضَعفِي ووهنِي، أعتذر لتَعبي وحُزني المُطلق،
وهو الشيء الوَحيد الذي يَنمو بِي، وقَد غَدَى أكبرَ من أن يَكُونَ لَهُ سَبب، أنا أسف لقلّة حِيلتي فِي أن أنشُرَ اللُطف في هذا الكَون الذي يَفتِقر له، أو حَتى أن أنتَشِلَ من يُحبّهُ قَلبي من أوسَاطِ أحزَانه، أعتذر لأنّي مُتعب للحد الذي لا أستطيع به أن أوَاسي من يُحبهُ قَلبي، فِي مَا أصَابه.
مَا معنى أن يُحبّك شَخص مُتعب؟ شَخص مُرهق؟ شَخص فَرطَ ضُعفه جُلَّ ما يستطيع فِعله هُو أن يَسمعك، لا يَقدِر على أي شيء آخر، لا طاقة له لأي فعلٍ غيرَ ذَاك، ولكنّه يُحبّك، يُحبك كثيرًا.. بل إنهُ أكثرهُم حُبًّا لَك، إنهُ فَرطَ حُبه يَبكي، وهو الذي لَم تذرف مقلتيه قَط.
أنا أخسر نَفسي تدريجيًا، وهذا أمر مُسلَّمٌ بِه، رُغم هذا، لا أتخيّل فِكرة أن أخسرك.
كَمْ نَظْرَةٍ فَتَكَتْ فِي قَلْبِ صَاحِبِهَا
فَتْكَ السِّهَامِ بِلَا قَوْسٍ وَلَا وَتَرٍ

|