اللحظات الأخيرة من حياة هتلر ووصيته الأخيرة ..!

لو أ ن العالم اختار يوما تاريخيا للانتحار لكان هذا اليوم هو الثلاثين من ابريل ففى هذا اليوم من ستين عام وقع أكبر حادث انتحار فى العالم واسهم أكبر اسهام فى انهاء الحرب العالمية الثانية ففى تلك اللحظة الحاسمة من تاريخ العالم كان الزعيم الألمانى هتلر يطلق الرصاص من مسدسه داخل فمه والى جانبه عشيقته " ايفا براون " التى انتحرت بالسم وكانت ايفا براون قد طلبت من هتلر أن تصبح زوجة شرعية له قبل الانتحار واستجاب هتلر لطلب عشيقته و حبيبته وقرر الزواج منها قبل انتحارهما معا بأربع وعشرين ساعة

ففى يوم الأحد التاسع والعشرين من سنة 1945 شهد مقر المستشارية الالمانية الضخم الذى كان به جزء واسع محصن تحت الأرض حفلة زواج هى الأغرب والأعجب والأكثر اثارة من أيه حفلة زواج أخرى فى أى عصر أو مكان فقد كان الجيش الروسى قد وصل الى مالايزيد على أمتار قليلة عن مقر هتلر ومساعديه واصبح من المؤكد أن الروس سوف يصلون الى مقر هتلر خلال يوم أو يومين على أكثر تقدير وكان هتلر قد تلقى قبل انتحاره بيوم واحد خبر اعدام زميله وحليفه الزعيم " موسولينى " وعشيقته كلارا بتاشى " وكان لهذا لهذا الخبر اوسع تأثير على نفسية هتلر فقد روت الأخبار أن موسولينى قد لقى نهايته مع عشيقته فقد وقعت عليهما ايدى الايطالين فى السادس والعشرين من ابريل سنة 1945 ونفذوا فيهمها حكم الاعدام بعد يومين وتم نقل الجثتين ليلة السبت فى الثامن والعشرين من ابريل الى مدينة ميلانووتم تعليق الجثتين فى فى اليوم التالى رأسا على عقب فى الميدان العام بالمدينة على اعمدة الكهرباء ثم ألقيت الجثتان فى مجرى الماء حتى يستطيع كل ايطالى يود الثأر منهما أن يقذف عليهما شتائمه وسبابه وثم بعد ذلك دفن موسولينى وعشيقته فى قسم المتسولين فى مقابر ميلنو وهكذا مضى موسولينى ومضت معه الفاشية بمثل هذا التحقير

وفى وسع المرء أن يتخيل أن سماع هتلر بهذه التفاصيل قد قوى من تصميمه ألا يسمح لنفسه أو لعشيقته بالوقوع فى أيدى العدو الذى يطلب منظرا جديدا يقدمه لليهود ليحول اليه أنظار الجماهير يقرر هتلر أن يحقق لعشيقته حلمها بأن تكون زوجة شرعية له وقد تم الزواج قبل الانتحار بيومين والزوجان يعلمان أنهما اتخذا قرار لا رجعة فيه بالانتحار ومع ذلك كانت ايفا تشعر انه مما يسىء اليها أن تموت وهى عشيقة هتلر وليست زوجته شرعياً ومن أجل اقامة هذا الاحتفال استدعى وزير اعلام هتلر المعروف" جوبلر" أحد أعضاء المجلس البلدى فى برلين واسمه وولتر واجنر وكا نيحارب فى وحدة من وحدات " العاصفة الشعبية " على بعد عدة أبنية من ملجأ هتلر وقد قام هذا الموظف وهو مذهول باجراء مراسم الزواج فى غرفة الاجتماعات وعاشت وثيقة الزواج ولم تضع فى زحمة الاحداث وقد لنا هذه الوثيقة جانبا مما وصفته احدى سكرتيرات هتلر بأنه زواج الموت وأقسم العروسان القسم المقرر فى الزواج الألمانى فى عصر هتلر والنازية وأصر هتلر أن يتمسك بالرسميات والشكليات فى زواجه فملأ عقد الزواج بالكامل فيما عدا المكان المخصص لاسم والده واسم والدته وتاريخ زواجهما وبدات عورسه توقع باسمها فكتبت ايفا بـ ثم توقفت وشطبت حرف الباء لتسجل اسمها ايفا هتلر المولودة باسم بروان ووقع اثنان من مساعدى هتلر على الوثيقة كشاهدين

وثيقة زواج

وعلى لسان سكرتيرة هتلر الخاصة ترودل جونج التى عاصرت أدق تفاصيل النهاية وكادت أن تنتحر وهى ترافق هتلر فى لحظات الهزيمة لولا نصيحة ايفا براون عشيقة هتلر وزوجته قبل سقوطه بايام لها أن تنجو بنفسها. تم عمل فيلم السقوط هذا الفيلم الألمانى الرائع الذى يصورقصة سقوط هتلر والنازية دراما حربية مؤثرة وعميقة تحكى بعيون ألمانية ماحدث وتلقى بمسحة انسانية ليس على هتلر فقط وانما على القادة من حوله .. انهم بشر آمنوا بأيدلوجية مثالية وتفانوا فى تحقيقها حتى التطرف فاحترقوا بها

وبعد اتمام حفلة الزاوج القصيرة فى الصباح الباكر من يوم الاحد 29 ابريل تم

اعداد حفل افطار بمناسبة زواج الموت هذا وقد اقيم الاحتفال فى جناج هتلر الخاص

ودعى الجميع الى الحفل حتى الانسة " مانزيالى " طباخة هتلر وظل هتلر كعادته يتحدث

مستعرضا الاحداث الجسام فى حياته وقال ان هذه الحياة انتهت الان وأكد أن موته سوف يريحه

بالتأكيد وعمت الكآبة الحفل وتسلل بعض الضيوف خارجين وعيونهم مغرورقة بالدموع

ثم خرج هتلر الى غرفة مجاوره واستدعى احدى سكرتيراته واخذ يملى عليها وصيته الاخيرة


وقد جاء فيها فيما يتصل بقرار الزواج حيث يقول " على الرغم من أننى طيلة

سنوات كفاحى كنت أعتقد بعجزى عن تحمل نسؤلية الزواج فاننى الان وقبل إنهاء حياتى

قررت أن أتزوج من المرأة التى جاءت بعد سنوات طويلة من الصداقة الحقيقة طائعة مختارة

الى برلين بعد أن تم حصارها لتشاطرنى قضائى وقدرى وسوف تمضى معى إلى العالم الاخر

كزوجة لى بمحض اختيارها وسوف يكون هذا المصير تعويضاً لنا عما خسرناه معا

فى سنوات عملى الطويلة فى خدمة شعبى

أما فيما يتعلق بالسياسة فى وصيته فقد جاء فيه

من التنكر للحقيقة أن يقال أنى أو أى انسان ألمانى آخر قد أردنا الحرب سنة 1939 إن

الذين ارادوها وأثاروها هم فقط أولئك الساسة العالميون الذين إما يكونوا من أصل يهودى

أو يعملون لخدمة المصالح اليهودية ولقد قدمت حلولا كثيرة للحد من التسلح والسيطرة

عليه وهى عروض لن تسطيع الاجيال القادمة إخفاءها أو تجاهلها لكى تحملنى مسؤلية نشوب

هذه الحرب " ويؤكد أهتلر أنه قدم قبل إعلان الحرب بثلاثة ايام اقتراحات الى الحكومة

البريطانية تتضمن حلا معقولا للمشكلة الالمانية البولندية ولكن تم رفضها






وهكذا بعد أن اقام حفلة الزواج لعشيقته وكتب وصيته الذى تنصل فيها من أنه كان سببا

من أسباب الحرب العالمية الثانية لم يعد أمامه سوى تنفيذ قرار الانتحار مع عروسه

بعد ظهر الاثنين لانه لايريد أن يقع فى يد الروس بعد أن قتل منهم على يد جيشه

الالمانى عشرين مليون من الضحايا

خرج هتلر من الجناح الخاص به ووجد عشرين شخص من مساعديه وخدمه محتشدين

فى الممر المؤدى الى الغرف