ليتنا لم نحيا ولم نكن

تمضي الأيامُ مسرعةً
كأنها طيفُ برقٍ عابر
أتساءل لِمَا كل هذه العجلة
أو ليس في العجلة ندامة
أما إن الندامة تقتصر على اشياء دونها
سريعةٌ كلمح البصر
فحتى الذكريات التي نختزلها
تصبح كشريط مار دون تفاصيل
***
يؤرقني خيال الوردي ليلاً
ويوجع قلبي شتات فكري
ويتألم صوتي بحزنٍ دفين
فالحياة تمضي ولا تتغير
***
كبرنا على انغامِ نايٍ حزين
الصوت فيه يتناقض
كتناقض شخصي ومزاجي المتشابك
***
كبرنا وطفولتنا قد تلاشت
كتلاشي إخواناً كانوا معاً
فأصبح كلٌ منهمُ في طريق
***
كبرنا وعذابات الزمانٍ تتكرر
كجحيمٍ يهمش في ذراع الحق ولا يتحرك

كبرنا وصوت الطفولةِ يعذبنا
بأشياءٍ لم تكن بالحسبانٍ فخسرناها

كبرنا والايام لم تعد دول
من عاب شخصاً لم يعب
كبرنا ورأس الحشمةِ قد خَفَتْ
فما بال نساءٍ حياؤهن قد دُفن
كبرنا وأصبح كل شيءٍ مختلف
متناقضٌ .. مُفتت .. مشتت .. متهالك
كُل شيءٍ ... كُل شيءٍ قد قُبِرْ

كبرنا وليتنا لم نكبر
ولا نعرف سوى أننا لنا في الجنة مقراً
ليتنا متنا ولم نكبر ولم نفتن
ليتنا متنا ولم نسمع ولم نشاهد ولم نتكلم
ليتنا متنا وكنا طيوراً نزين الجنة بأنوارِ طفولتنا
ليتنا لم نحيا ولم نكن

م.خالد