02-24-2023
|
|
يا حمامة بيضآ لا بقى تسألي!
من خربشات دلال المتواضعة أيام الطيش والشباب  .gif)
محدش يضحك شجعوني 
أغلقت شباك غرفتها .. ثم أسرعت وتأكدت من إغلاق الباب مرة ثانية، والتقطت أنفاسها وكأنّ العالم خارج حدود غرفتها وحشٌ تمكنت من الفرار منه هذه المرة!
جلست وحيدة على كرسي في زاوية الغرفة، تآكلت أطرافه، كما قلبها المهترئ!
تريد أن تهرب من كل القسوة والبرود والوجع الذي حولها، إلى عزلتها الحبيبة، وعالمها الوردي، الذي رسمت ملامحه بغرامٍ لا حد له ..
أغمضت عينيها برِقّة، وسرحت في آخر لقاء جمعهما قبل رحيله!
شعرت بدفء يسري في أوصالها وهي تتذكر حرارة حضنه الذي تمنت يومها أن لا تغادره!
واحمرت وجنتاها وكأنّ قُبلته اليتيمة لخدها الناعم كانت منذ ثوانٍ فقط!
كانت ذكرياته معها، ملاذًا آمناً تهرب إليه كلما عبث الحنين بقلبها الطفولي الهائم!
وكأنّ الحياة توقفت عند هذا اللقاء، وتركتها عالقة تنتظر عودة غائبها، لتعود إليها الحياة!
تذكرت وعده قبل رحيله، حين أقسم بحبها أنها لن تكون لغيره مهما حصل ..
شعرت بقلبها ينبض من جديد ، وبالحياة تُبعث في روحها ..
ركضت حالمةً باتجاه الشباك الذي أغلقته ..
فتحته ..
وابتسمت حين مرت من أمامها حمامةٌ بيضاء نقية، لم يعكر بياضها كدرُ الأيام ..
رفعت صوتها وغنّت تتوسل للحمامة أن تُطَمئنَ قلبها وطيفه الغائب ..
"أنا لحبيبي وحبيبي إلي .. يا حمامة بيضا لا بقى تسألي!"
|