هذا الوقت الذي يمضي مسرعا أشعر و كأنه قطار سريع يتوقف بنا على مطبات قاسية و هي أحداث الحياة
ثم انه لسرعان ما يمضي و لا يرجع للوراء ، ترهبني سرعة الأيام ، ف كل دقيقة تمضي تقربني من القبر لحظة
ثم دقيقة تلو دقيقة و القبر ينادي شوقا لصاحبه ، و الكارثة العظيمة هي غفلتي ،
شعرت بسرعة الأيام و لكنني غفلت ، رأيت موت الفجأة المنتشر و ما اتعظت و لكني أيضا غفلت
حتى أتاني الموت فدعاني لزيارة لا أعود بعدها أبدا كيف لا و قد دعاني الى مكاني الحقيقي و الذي سيؤدي
بي اما الى الجنة و اما الى النار ،
تلك الزيارة هي الأسوأ على الإطلاق فهذا جسدي لن يعد مهما على سطح الكوكب
بل سأدفن في ترابه و أتساوى مع كل شيء لا قيمة له ، آه ما أصعب الحياة !
حسنا ثم ماذا / ثم انني أتآكل كل يوم في قبري ندما أكاد أعض أصابعي الممزوجة بالتراب ،
لهيب قبري يؤرقني و يخيفني من فكرة البعث فهذا القبر الذي لم أعد له جيدا في حياتي
و لطالما غفلت عنه قد يكون جنة بالنسبة لما سألاقيه يوم القيامة ..
و من جملة ندمي " ليتني أدركت حينها "
ليتني عندما قرأت القرآن خشعت و تدبرت ليت روحي هي التي كانت تقرأ
ليتني عندما سمعت أحاديث الرسول قلت قد سمعت و أطعت و ما نأيت و ما أعرضت
ليتني أديت الصلاة ليتني تصدقت ليتني تحجبت و ليتني الخ ، كلها تمنيات فارغة
و التمني في اللغة العربية يفيد الاستحالة ،
فمالك من شيء حينها سوى أن تبكي على نفسك و تهيأ جسدك البالي لما سيلقاه ..
الحمد لله أننا نحيا و نقرأ و نذكر و نتذكر
اللهم لا تجعلنا ممن ينطبق عليهم ذلك الكلام
و لا تجعلنا من الغافلين و اجعل قلوبنا عامرة بذكرك و شكرك
و أعنا على حسن عبادتك بالوجه الذي ترضاه عنا يا أرحم الراحمين