هات أوجاعك وتعال

هات أوجاعك وتعال..

من علمك أن التأوه عيب؟ من قال لك أن الضعف مخزٍ؟ من أوهمك أن القوة أو ادعائها أمر مطلوب؟!

يروى أن جبريل عليه السلام جاء لنبي الله إبراهيم عليه السلام حينما أُلقى في النار وسأله (ألك حاجة؟) فكان رد نبينا (أما إليك فلا).
إبراهيم هنا لم ينكر حاجته، لم يتكبر على المأزق، لم يتعملق أمام المشكلة، اعترف بالوضع، اعترف بالأمر الواقع.

ويروى كذلك أن رجلاً دخل على الإمام علي رضي الله عنه يعوده وهو مريض فوجده يتأوه، فقال له: "أتتأوه وأنت أبو الحسن". فقال الإمام علي: " أنا لا أشجع على الله"..

وأظنك تعلم أن نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم خاف يوم هبط عليه جبريل لأول مرة، واعترف بخوفه (لزوجته) قائلاً: "لقد خشيت على نفسي".
وتعلم كذلك أنه لم يمنع دمع عينيه أن يسيل أمام الناس يوم وفاة ولده إبراهيم.

احزن يا صاحبي، تألم، أخرج آهاتك بلا خجل، اعترف بهشاشة روحك وقت الضعف والأزمة، نصيحتي لك هنا ألا تكون تلك حالتك الدائمة، ولا يسحبك الحزن لتصنع عالم من الشجن وتسجن حياتك فيه.

الله أكبر من كل شِدة، ورحمته أشمل من كل خطيئة، ودعمه - سبحانه - لك لا منتهى له.. لا نهاية له.. أقسم أنه لانهاية له.

وأنك به غير قابل للكسر .. مع ضعفك!

#كريم_الشاذلي