الحب مش بالكلام !

الحب مش بالكلام !

• كلمة " بحبك " بقت سهلة عند الكل لحد ما بقت شبه صباح الخير .. نطق الكلمة بقى فـ إيد أى حد عنده لسان من أول العيل اللى فـ إبتدائى لحد الشحط اللى شنبه خط ..
الفكرة إن وسط العك ده الكلمة فقدت معناها وبقت زى الأكل الماسخ أو البايت
وعشان كده بقى الفيصل فـ الموضوع هو " الفعل " مش " الكلمة " بس ..
فيه بنت أسمها ( سينثيا إم. هاموند ) عندها 15 سنة كتبت فـ باب القصص الإنسانية
فـ جريدة " نيويورك تايمز " موضوع بـ عنوان : ( رغم أنهما يعشقان بعضهما البعض لكن أمى لا تتحدث مع أبى منذ 5 سنوات؛ وأبى سعيد بذلك حقاً ! ) ..
الموضوع بدأ لما الأم عرفت إنها مصابة بـ مرض بيمنع وصول الدم لـ المخ وبالتالى حسب تشخيص الدكاترة هتموت فـ خلال 3 شهور .. بس ممكن يكون فيه أمل إنها تعيش أكتر لو اتعمل لها عملية معقدة شوية .. غير إن العملية كانت صعبة؛ بس برضه الفكرة كمان إن العملية اتعملت قبل كده لـ 12 شخص فـ العالم وتلاتة بس منهم هما اللى فلتوا من الموت .. عشان كده كانت الأسرة الصغيرة المكونة من " سينثيا " وأمها وأبوها قدام قرارين الأتنين أصعب من بعض .. يا إما مخاطرة العملية يا إما الموت .. الأب والأم كانوا واقفين ورا باب أوضتهم الإزاز قافلين على نفسهم وبياخدوا القرار .. " سينثيا " شايفة الحوار بس مش سامعاه ! .. كانت شايفة إنعكاس الظل بتاعهم من ورا إزاز الباب .. الجسمين تقريباً لازقين فـ بعض .. ماسكين فـ إيدين بعض .. الراسين مايلين ع بعض من ناحية الجبهة زى ما اتعودوا وكأنهم بيتكلموا .. " سينثيا " مش سامعة حرف بس لاحظت إن فيه رعشة فـ جسم أمها وأبوها ! .. فـ خلال الكام دقيقة دول افتكرت " سينثيا " تفاصيل علاقة أبوها وأمها .. الأتنين وهما عيال كانوا أيتام و فـ دار واحدة ولأن الحب الحقيقى دايماً بيتولد فـ قلب الظروف الصعبة حبوا بعض .. أتجوزوا .. الست وقفت جنب الراجل لحد ما كون نفسه وبقى عنده بيت وعربية .. فيه أيام كانت بتعدى عليهم حرفياً بدون أكل بس عدت .. لما خلفوها إدوها كل اللى أتحرموا منه فـ طفولتهم ( أمان ، حب ، رعاية ) .. حتى لما حصل موضوع تعب أمها فـ الكام يوم اللى فاتوا كان الأب بيحميها .. بيأكلها .. بيرجع من شغله اللى مدته أساساً 9 ساعات عشان يخدم مراته ع الأقل 4 ساعات كل يوم وبيرفض تماماً إن " سينثيا " تعمل لها أى حاجة ! .. " سينثيا " بتقول : ( وجد كل منهما وطنه فى الآخر ) .. فجأة طلع الأب والأم من الأوضة واخدين قرار العملية .. تانى يوم كانوا فـ المستشفى .. أمها قعدت فوق سرير العمليات المتحرك وخدروها .. الممرضة بتزق السرير لـ أوضة العمليات أبوها كان ماسك إيد أمها وهى نايمة .. دخلت الأم العمليات .. رغم إن فيه مكان لإستراحة المرافقين لكن " سينثيا " بتقول إن أبوها صمم يقعد ع الأرض ! .. ضامم ركبته على صدره ومشبّك إيديه قدام ركبته ودافن راسه فـ النصف وبيعيط زى العيال .. استمرت العملية 7 ساعات؛ وهو استمر على نفس الوضع ! .. البنت طبطبت عليه وقالت إنها حست إن هو اللى إبنها مش هى ! .. العملية نجحت .. " سينثيا " بتقول : ( نجت أمى من الموت لكنها فقدت قدرتها على الكلام بسبب مضاعفات العملية ولذلك لم تتحدث أمى إلى أبى منذ 5 سنوات لكن أبى سعيد جداً بذلك ! ) .. بس بعد كده هو مين أساساً محتاج لـ كلام .. الأفعال يا أخوانا .. الأفعال حضورها طاغى ومحدش بيعوز معاها كلام .. كلمة " بحبك " من كُتر ما بقت سهلة تتقال؛ فقدت جمالها ومبقتش بتتصدق سادة لوحدها .. إدوا قيمة لـ حبكم بالأفعال وبلاش لعب عيال وكلام فـ كلام .. الأديب " بهاء طاهر " فـ كتابه " أنا الملك جئت " بيقول : ( لم أسمعه مرة يكلمها عن الحب و لا سمعتها هى تتكلم عنه،و لكنها حين كانت تسانده على أن يلبس جلبابه، حين تسند ظهره لتسقيه،حين تدلك له ذراعه و قدميه بأصابعها،كانت هذه الأصابع تنطق شيئا يتجاوز الحب ذاته )