إن رأيتني يومًا لوّح بيديك وإبتسم من بعيد ..
عندما تنتهي إحدى القصص نغلق الكتاب خلفها مباشرةً ..
ولكن عندما يتعلق الأمر بقصتك فإن الكتاب لا يُغلق وإنما تُطوى بعض صفحاته ..
لأعود إليه مجددًا ، خلف أسوار الأحداث ، وبين رماد الحكايا المُحترقة ..
أعود فقط لأثبت لنفسي بأن الكلمات تدوم أكثر من الأشخاص ..
وأن الذكريات التي أقدسها ماهي إلا أوجاع تسامرني في ظُلماتِ الليالي ..
كل العنفوان والحنين قد قُتل على يد الغياب ..
الغياب الذي لم ينل جزاءه رغم كل ما اقترفه ..
و رغم كل ما فعله بقلوب لا ذنب لها ولا حيلة ..
ما زال يعيش في هذا الكوكب و يتجول كيفما شاء ..
ليجعل كل الكلام الجميل ، والحُب النقي ، والسهر الطويل ..
وكل السنين التي مضت ، والتفاصيل التي غدت لحظات من حياة كاملة ..
ماهي إلا محطات مررنا بها ، لنكمل في النهاية طريقنا ..
حتى الفصول السعيدة في تلك القصص تبقى حزينة باهتة وفاقدةً لرونقها ..
شمس الصيف التي كنا ننتظرها لنشرب أكواب القهوة عند بداية شروقها ..
و أزهـار الربيـع التـي إرتبطـت بحكاياتنـا الخياليـة الزمرديـة الحالـمـة ..
و أمطـار الشتـاء التـي لطالمـا عشقناهـا و دعونـا تحتهـا كثيرًا بلا ملل ..
ذهبت كُلهـا في مهـب الريـح .. وغـادرت سمائي غيمـةً غيمـة ..
ولم يبقى سـوى أوراق الخريـف التي تساقطت على أقلامنا البائسة ..
لنكتـب لبعضنـا دون أن نشعر بعمـق الحـرف ، ولا بـمـرارة الشعـور ..
أكمل طريقك وتابع مسيرك ، فالحياة لا تتوقف عند نهاية قصة ..
فَ القصص لا عدّ لها ولا أبد ..
وأنت إن رأيتني يومًا لوّح بيديك وإبتسم من بعيد ..
|