العيد يحتضر ..!

العيد و ما أدراك ما العيد و ما فرحته و ما بهجته المفقودة في أيامنا هذه !
في أيام طغى عليها وحش التكنولوجيا ..!
فالعيد قديما كان فرحة بحق !
الجيران يتبادلون التهاني بسرور ، الهاتف لا يهدأ أبدا الكل يبارك و يهني
اتصالات و رسائل من المودة ، أقارب من هنا و هناك دخول و خروج مع تغيير طبق الحلوى
و الكعك عند فراغه أولا بأول لانه سرعان ما ينتهي ، بهجة الأطفال التي ملأت الشوارع ،
أرجوحة هناك يهتفون حولها فرحا كان فرحة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ،،

أما في أيامنا الحديثة هذه ، احتضر العيد و أصبحنا فيه يتامى حيث ماتت الفرحة !
العيد في هذه الأيام ينتهي بانتهاء التكبيرات و صلاة العيد ،
تهدأ الهواتف عن الضجيج لا أحد يتصل ، لا أحد يبعث برسالة ،
تقلصت تهنئة العيد و أصبح عبارة عن منشور نكتبه على موقع الفيس بوك ،
لا أحد يتصل فليس معنا رصيد ، طبق الحلوى كما هو من اول يوم لآخره ،
الكل ضجرا كئيبا و يتساءل أين العيد ! ما هذا الملل ؟ و يقضي كامل يومه اما غارقا في النوم او بتصفح الانترنت !

***
و لكن هل تفكرنا بالسبب ؟ ما الذي قتل فرحة العيد فينا ؟

في اليوم الذي أصبح العيد فيه عبارة عن منشور و إشارة لكل الأصدقاء !
في اليوم الذي أصبح الجيران اعداء لبعضهم البعض ، تلك أم أحمد تقاطع جارتها أم علي لأن أطفالهم ضربوا بعضهم !
في اليوم الذي مات فيه الحب و صلة الرحم من القلوب !
في اليوم الذي سرقت فيه الحياة الالكترونية واقعنا فأصبحنا أجسادا لا تشعر و لا تحس
في اليوم الذي أصبحت فيه الكتابة عبارة عن تأدية للواجب و تعادل رؤية الاصدقاء و التكلم معهم
في اليوم الذي قل فيه التسامح و انعدم الحب
في اليوم الذي انقطعت فيه صلة الرحم
احتضر العيد و نحن السبب في ذلك

- فهل من تغيير
- لا ، لا حياة لمن تنادي