لا تضيع حياتك واختر الطريق الاوسط

إذا كانت حياتك كلها تتمحور حول دراستك فأنت تضيعها
إذا كانت حياتك كلها تتمحور حول عملك فأنت تضيعها
إذا كانت حياتك كلها تتمحور حول السعي وراء المال فأنت تضيعها.
إذا كانت حياتك كلها تتمحور حول النجاح فأنت تضيعها.
إذا كانت حياتك كلها تتمحور حول الدين فأنت تضيعها.
إذا كانت حياتك كلها تتمحور حول المتعة فأنت تضيعها.
إذا كانت حياتك كلها تتمحور حول هدف، فأنت تضيعها.
لأنك تخليت عن الحاضر ولاحقتَ مستقبلا مجهولا ومتغيرا... ولأنك تسجن نفسك لا لشيء، سوى لتصوراتك وخيالاتك.

مجسم يصور سيدهارتا غوتاما (بوذا) في شبابه

ولد بوذا في عائلة ملكية ثرية ومترفة، لكنه لم يجد السعادة في الثراء، لأنه شعر بالخواء وفقدان المعنى، فخرج من أهله وعاش متشردا زاهدا ورفض الطعام والملذات والمغريات، فصام لسنوات عديدة، وجوع نفسه، وأهلك بدنه... لكنه في لحظة صفاء واستنارة روحية اكتشف حقيقة كونية مهمة سماها الطريق الأوسط...
شكلت تعاليم بوذا مسارا وسطيا بين أقصى درجات الزهد والإنكار الجسدي، وبين المتعة الحسية والتساهل، ومع أن بوذا ركز على الحرمان الجسدي باستخدام ممارسات مثل الصوم لتحرير العقل من الجسد، فقد أدرك بنفسه أن العقل يتجسد ويعتمد بشكل سببي على الجسم البشري، فالجسم المصاب بسوء التغذية لن يسمح بتدريب العقل وتطويره، وهكذا فإنه لم يدعو لا للترف ولا للفقر، ولكن بدلا من ذلك حث على استجابة الإنسان لظروفه وتكيفه معها.
هذه هي خلاصة الخلاصات، ويمكن أن نطبق الطريق الوسط على كل مجالات الحياة، وإعطاء كل جانب من جوانب الحياة حقه، وإيجاد التوازن، والابتعاد عن المغالاة أو الهوس بشيء ما.