ذات يوم أخبرني أحدهم أنه سيكون أمرا رائعا لو كبرت ، أغمضت عيناي لأتخيل نفسي تلك الكبيرة الواعية
و قبل أن أفتحهما وجدتني قد كبرت و مضت الأعوام سريعا عاما تلو الآخر
و كأنها قطار الموت يسابق لأخذ روح قد حان وقت قطافها
ها قد ضجت ذاكرتي بذكرى لا بل بذكريات قد مات بعضها و لن تعود أبدا
ذكريات الطفولة ، و حكاياتنا الجميلة و الأيام التي قد كان مبلغ همنا فيها أن نحظى بفوز لعبة
ما ك " الحجلة " و " الغميضة " كم كان أمرا رائعا كنا أطفالا لا نبالي بحجم الهم الذي نعانيه الآن ،
براءة تجتاح در ملامحنا ، نتشبث برداء أمهاتنا ، نطلق تلك الصرخة حينما تخرج أمهاتنا دون أن تأخذنا ،
تأن حروفي الآن وجعا و هي تخط قليلا من جنة قد عشناها و هي " طفولتنا " ،
بكل حزن وداعا مرحلتنا الأولى ، وداعا سبيس تون !
تركتنا تلك المرحلة ما بين اللعب و الهوى تارة تميل قلوبنا لبسمة الطفولة و تارة تميل عقولنا مؤنبة ايانا
مطلقة علينا أحكام عرفية يجب أن نستمسك بها كأن يخبرك عقلك مثلا كف عن هذا الهراء أنت الآن بالغ عاقل ،
لا تجعلهم يعاملوك و كأنك طفل أنت الآن بالغ ، نعم ذكريات المراهقة حيث أن كل ما حولك يضج بالبلوغ و النضج
يبدأ قلب عنتر العاشق ليدق ، حب المراهقة التي فطر كل شخص عليه ، هي مرحلة صعبة ،
أيتها الطفولة لم غادرتِ ، مازلنا نحبك !
ها قد أصبحنا شبابا بالغين ، بدأتمرحلة الشباببل و ها قد ابتدأت المعاناة و بدأنا نشعر بثقل الحياة ،
لقد أدركنا الحقيقة الصعبة " يجب أن نعتمد على أنفسنا " نراها عبارة سهلة قد تقرأها أنت و تمضي
و لكن وحدهم الشباب من يعلمون حجم هذه العبارة ، كيف لي أن أجني المال و أتعلم ،
كيف لي أن أعيل أهلي ، أمي و أبي لقد كانت تربيتهم لي دينا و هاقد حان موعد السداد !
يمضي عمر العشرين و الثلاثين و الأربعين و الخمسين سريعا
الا أن ترمي بنا أعمارنا في أعقاب الشيخوخة الصعبة ، يكون الانسان فيها ما بين طفولة و عجز
كلاهما يحتاجا لرعاية و اهتمام ، تزداد الأمور تعقيدا ، من ذاك الذي يتحمل وجع رجل بعمر الستين
و ألم سيدة قد جاوز عمرها الكثير الكثير ، كم أنت ضعيف أيها الانسان بالأمس قد كنت طفلا يرضع
و شابا مفتول العضلات و ها أنت رجل لا يستطيع المشي دون أن يستند إلى عكازه الخشبي ،
أتعلم لقد أصبح العكاز حتى أقوى منك
ثم تحل مصيبة الموت ، لتنهي حياة قد كانت تشغل حيزا في هذا الكوكب ،
و بعدها ستدفن مهما كنت عظيما و مهما رفع شأنك ستكون ديتك في عاتق أهلك فنجان من القهوة و ثلاث تمرات
، و كأن شيئا لم يكن ، نخطأ كثيرا و نعتقد أننا وجدنا لنبقى و ما أنا و أنت و ذاك
الا جسدا عابرا سيبلي في الحياة بلاء حسنا أو سيئا ثم يرحل !
قد لا نحيا كلنا تلك الذكريات ، الا أنها حقائق يجب أن تدرك !