إتهم نفسك فقط .. (( أنت السبب))

إتهم نفسك فقط .. (( أنت السبب))
الحقيقة المُرّة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ..

أيها الإخوة والأخوات :
كفانا مديحاً لأنفسنا، كفانا أن نقول : نحن أمة مختارة، كفانا أن نقول : نحن أمة سيدنا محمد.

يقول النبي عليه الصلاة والسلام فيما روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد وأبي سعيد:
(( أمَّتي أمَّتي، فيقال له: لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيقول : سحقاً سحقا ))
[ متفق عليه]

أنا لست متشائماً، ولكن لا بد من أن تعرفوا الحقائق المرة، لأننا نخشى أن نعيش في وهم مريح !
نحن نعاني مشكلات وأسبابها كلها من صنع أيدينا !!
ما من مجلس يجتمع فيه المسلمون إلا ويتساءلون
ما الحل؟
ماذا نفعل؟
ما أسباب تخلُّفنا ؟
الأخطار محدقة بنا من كل جانب، والعالم كله يتآمر علينا، ما العمل؟

سؤال كبير ومهم ؟!

الجواب :
قال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ٌ ﴾
والله عز وجل يقول:
﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾

(( هذا هو الجواب القرآني لكل ما يحدث للمسلمين ))

-بعض المسلمين يريدون من الله أن يُغيّر سننه وقوانينه، وهم ليسوا مستعدين أن يغيروا شيئاً !
حياتهم وكسبهم وإنفاقهم وبيوتهم وتجارتهم وأتراحهم وأفراحهم وسفرهم وحِلِّهم وترحالهم وإقامتهم وعلاقاتهم ومخاصماتهم، كلها غير إسلامية.
إنتماؤهم لهذا الدين شكلي، يأتون إلى المساجد، يصلّون ويصومون ويحجون، يظنون الإسلام خمس فرائض، مع أن الإسلام أكثر من مئة ألف بند .

فالمسلمون اليوم لا يعبدون الله، بل يؤدون الشعائر الإسلامية فقط، يؤدون الطقوس بحسب فهمهم !
ولكن ليس في الإسلام طقوس، هم يؤدون العبادات الشعائرية، ويرمون العبادات التعاملية وراء ظهورهم ..
لا صدق، ولا أمانة، ولا إستقامة، ولا إنصاف، ولا عدل، ولا رحمة إطلاقاً .
المجتمع الإسلامي في أدنى طبقاته، ظلم أسري لا يعلمه إلا الله، ظلم الأزواج لزوجاتهم شيء لا يصدق، ظلم الآباء لأبنائهم، ظلم الآباء لبناتهم، ظلم رب العمل لعماله، هناك أخطاء فادحة يرتكبونها، مع أنهم يصلّون، يخالفون منهج الله عزّ وجلّ، يخالفون العدل، يخالفون الإستقامة، يخالفون الرحمة، يخالفون الإنصاف، ويصلّون ؟!

المنهج الإسلامي منهج تفصيلي، يبدأ من فراش الزوجية، وينتهي بالعلاقات الدولية ..
حتى في العلاقات الشخصية، حتى في العلاقات الحميمة، هناك إفعل ولا تفعل .

فلا تقولوا من فعل هذا بنا ؟
إياك، ثم إياك، ثم إياك أن تتهم جهة أخرى ..
تارةً تقول : إستعمار، وتارةً تقول : صهيونية، وتارةً تقول : تآمر الإمبريالية في العالم !!
قل بصدق : نحن السبب .

قال تعالى:
{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ }

إتهم نفسك فقط .. (( أنت السبب))