قمرٌ غريق

أُناجي نجومَ السماءِ حزيناً
أبثُّ إليها همومَ البشر

أقصُّ عليها روايةَ نهرٍ
بليلٍ سيغرقُ فيه القمر

و تسْبحُ فيهِ النجومُ بصيفٍ
حزينٍ كحالِ حفيفِ الشجر

عواصفَ شوقٍ و طولَ انتظارٍ
أحاديثَ عشقٍ رواها المطر

وفي خاطري جالَ طيفُ الهوى
أضاعَ بليلٍ دروبَ السفر

تبدّى بزيِّ الفراتِ جميلاً
رنوتُ إليهِ و طالَ النظر

و قلتُ له يا جميلَ المُحيّا
أذبتَ جفوني بطولِ السهر

سجنتَ القلوبَ بصمتِ حقولٍ
فدعْهُ يطولُ حديثَ السَحَر

أخافُ الرجوع إلى واقعٍ فيـ
هِ موتٌ و قتلٌ و ذئبٌ خطِر