اكّره اُختي واُريدها إن تَموت !

جَلست تتذكر ذَكريآت طَفولتهآ المؤلمة
التي تُشَعرها بالاختناق كُلمآ تَذكرتهآ
تَذكرت تَفضيل وآلديهآ لأختها الصَغيرة
وتَربيتهم الفَآسدة لهآ
تَذكرت أسوء يَوم في حيآتها
" يَوم وفآة وآلديهآ "
والذي بَعده بدأت بذور الكُره تَنمو بدآخلها وبدآخل شَقيقتها
آفاقت من شَرودها عَلي صوت الساعة وهي تُعلن قَدوم مُنتصف اللَيل
نَظرت إلي السَآعة بتأفُف ثم حَدثت نَفسهآ قائلة : " إين هي .. لَقد تَأخر الوقت و لم تَعود بَعد"
تَنهدت بَضيق ثَم ألتقَطت هآتفهآ وأجرت مكآلمة لأختها
ولَكن لسوء حَظها كان هآتفها مُغَلق
أخذت تُفكر في أي مَكآن تتوآجد أُختها
لَم يَطُل تَفكرها فَهي تَعلم مَكآن آختهآ المُفَضل الذي تتوآجد فيه دآئم " النآدي الّلَيلي"
رَكبت سَيآرتها ثم آنطلقت بّهآ إلي مَكآن النادي الّلَيلي
أوقفت سَيآرتها أمام بآب النادي الّلَيلي
ونزلت منها ثَم دَخلت إلي النَآدي
عَند دَخولها لَفت أنتبهاها فَتآة مُرتدية فُستان قَصير تتمآيل بجَسدها
وَسط مَجموعه من الفتيان والفَتيات السُكارى
نَظرت لهآ بغَضب ثم أتجهت إليه
أوقفتها عَن الرَقص عَندما صَفعتها عَلي وجهها بغَضب
ثُم صآحت بهآ قآئلة : " آكرهك .. لو إن أمي وأبي لَم يَموتوا لَكُنت تَخليت عَنكٍ مُنذ زَمن "
ثُم تَركتها وخَرجت مُسرعة ودَموعهآ تَُلحقهآ
آمآ فَتاة النوآدي اللَيّليّى لَم تَهتم إلا بأعيون أصدقآئها التي لَم تُفآرقهآ هي وآختها
أبتَسم لَهم بَبرود قائلة : " لمَآذآ تَنظرون هَكذآ .. عَودوآ إلي مآكُنتم تَفعَلوه "
ثُم بدأت بالرَقص مُجدداً
أمأ آختهآ فكآنت تَقود سيآرتها و تَفكيرهآ مُنشغل بي آختهآ
لَم تَشعر إلا وهي تُحدث نَفسهآ قآئلة " آنآ حَقاً أكرهاً .. وأريدهآ إن تَموت "
شَردت بالطَريق قليلاً ولَكن قَطع شُرودها آلم شَديد في مَعٍدتها
فَقررت أنها تَذهب لإي طَبيب قَبل عَودتها إلي مَنزلها
وفَعلاً تَوجهت الي أول طَبيب قَبلته فَي طَريقهآ
والذي فَجأها بَقوله عِندما كَشف عَليهآ : " أسفة آنثتي يَصعُب عَليّ أن أقول لكٍ شَئ كهَذا ولَكنكٍ تُعآنين من سَرطآن في الدَم "
نَظرت لَهُ الفَتآة بَصدمة وتَركت دموعهآ تَنزل بِصمت وأخذت تُحدث نَفسهآ قآئلة : " تَمنيت المَوت لاُختي وهو الآن يُلَحقني "
ثُم نَزلت إلي سيَآرتها و قَآدتها إلي الطَريق المُؤدي الي مَنزلهآ
وَصلت إلي مَنزلها لَتجد اُختهآ جألسة بإنتظآرها
كآنت ستبدأ مَعركة جَديدة بَينهم ولَكن منعَهآ مٍن البدء
إسرآع الاُخت الكَبرى الي الحَمآم لتتقيئ
حَتي لَم تُعطي فُرصة لاُختها لمُنآقشتهآ في موضوعهم بَعد خُروجها من الحمآم بَل تَوجهت مُسرعة إلي غُرفتها وأغلقت البآب ورآئهآ
ظَلت أسبوع عَلي هَذآ الحَال
جآلسة في غُرفتها .. تَنظر طيلة الوقت إلي رأسها الأصلع الذي تُغطيه بوشآح دآكن اللون
شَعرت في أحد الأيآم بالأختنآق مِن غُرفتهآ فَقررت الخَروج لتَجلس في حديقة مَنزلهم
خَرجت الي الحَديقة ثُم أخذت تَشم رائحة وَرُدها الذَكية
ثُم شَعرت بيد تَسحب الوشآح مِن فَوق رأسها
أستدآرت خَلفهآ لتَصتدم أنظآرهآ بإنظآر أختها المُتفاجأة
أقَتربت مِنهآ آختهآ الصُغَرى ثُم قآلت بُحزن : " لِمآذآ لَم تُخبريني بمرضك "
نَظرت لهآ اختهآ بحُزن مُتبآدل قائلة : " لَم أريد إن اُقِلقَي "
آحتضنتهآ الصُغرى ثم قآلت بنَفس النَبرة : " أإلي هَذه الدَرجة تَكرهيني ولآ تَعبريني اُختك فَعلاً "
ضَمتهآ الكُبرى و هي تَقول : " كُل شَئ سَيُصبح بَخير .. لآ تَقلقي "
أبتعدت عَنهآ الصَغرى قَليلاً ثم قآلت لهآ : " ثوآني و سأعود "
أومأت لهآ أختهآ رأسهآ
فاتجهت إلي غٌرفتهآ وأغَلقت البآب ورأها
لَم يَمضى كَثير مٍن الوَقت لَتجد اُختها خَآرجة مِن غُرفتها
ولَم تُصدق الكُبرى أنظآرهآ عٍندما رأت رأس اُختها الأصلع
وتَحمل بَروكة شَعر بيّيديها
تَوجهت الصُغرى إلي مَكآن جَلوس آختهآ
ثُم ألبستهآ البَروكة ونَظرت إليهآ بأبتسآمة بَريئة
ثُم أرتمت في أحَضآنهآ
ودٍموع كُلاً مَنهُم تَنهَمر كَالسيل

" نَعمة أن يَكون لَك أخت "

بَقلمي المُتواضع