حيرتي الأليمةُ واللذيذة معاً

لا أعلم إن كنتُ أحبُّك حقاً،
لكنّني لا أنكر أنك أوَّلُ شخصٍ قد يغزو تفكيري قبل النهوضِ من السرير يوميَّاً، قبل تسلّل رائحة القهوةِ الصباحيّة والهال من المطب، وقبل انبعاث صوت فيروز من مذياع السّوق القديمة. الفكرةُ الأخيرة قبلَ النوم، حيرتي الأليمةُ واللذيذة معاً، وإن كان هناك من سببٍ مقنعٍ لشرودي وأنا أصنعُ القهوةَ صباحاً وتركِها تفورُ على النّار غير آبهةٍ لرائحة الاحتراق المزعجة.. فهو أنتَ حتماً.
لا أعرفُ إنْ كان بالإمكانِ أن نُطلِق على هذه التصرّفاتِ مُسمّى الحبّ، لم يُعطني أحدٌ من قَبل تعريفاً دقيقاً وموحّداً للحبّ!
هل هو أن أستمرّ باختلاقِ حوارات وهميّة ومشاهدَ مُمكنةِ الحدوث ومستحيلةِ الحدوث معك بلا توقُّفٍ طوال النهار!
أن أعجزَ عن إخراجِك من دائرةِ تفكيري!.. أن أبتسمَ لا إرادياً لأنّ أحدهم نطقَ اسمكَ خلسةً وسط حديثٍ عائليّ مملّ!.. أن أتذكّر تفاصيلَ تفاصيلكَ الصغيرة منها قبل الكبيرة.. كمواعيد دوامِك.. استيقاظِك ونومكَ.. كلماتُك المعتادة.. فريق كرة القدم المولع به.. كلمات أغنيتك المفضّلة.. الطريقة التي تمرر بها يدك على خصلات شعرك حين تكون مرتبكاً.. وصولاً لتلك الشامات الصغيرة المرقّشة على عنقك..
إن كان هذا هو الحبّ.. فنَعم يؤسفني إخبارك بأنّي أحبُّك.