10-05-2018
|
|
رسالة امرأة ميتة ل سيد الحياة
أحبك… و لأن من الموت تنبض الحياة أحبك.. ولأني احبك اعذرني…
اعذرني لان رائحتي لن تملأ بيتك وقدمي اليمنى لن تخط بابه و لن اكتب على كل جدرانه كم أحبك ولن تكون لي الفرصة لتقبيل كل الأمكنة التي احتضنت خطواتك
ولن تكون اشراقة شمس الصباح بوجهي ولن يكون قم المساء مُطلاً في قلبي
ولأني لن أُمنحَ تلك الفرصة بأن اربت على كتفك حين تحزن أو التقط دمعاتك حين تبكي وأبثها لتحرق قلبي دون أن تحرقك ولأني لن أكون دفئك في صقيع غيابي..
ولن اكون تلك التي ينبض بها بيتك دون قلبك ولن اكون أم أطفالك الذي تمنيت لو أني امتلكت واحداً يحمل كل ملامحك ولأني لن أنثر ضحكاتي في ارجاء جسدك
ولن اكون آخر وجه تنام على رؤيته ليكون أول وجه تستيقظ لتراه ولأني سأكون نظرك حين ترى وسمعك حين تسمع وصوتك حين تتحدث ودمعك حين تبكي…
أحبك…رغم قسوة الواقع الذي سيُحيلني يوماً لقلب قبري دون قلبك..ورغم قدري الذي وكلت أمري به لله ورغم عمري القصير جداً والذي يتهاوى ورغم قلبي الذي لا اسمع له نبضاً…
احبك بحجم كل الاشياء التي لم تعهدها قبل لقاءي و الاشياء التي ستقابلها من بعدي ..احبك بإتساع لا مدى له..ولأجل هذا الخب اعذرني…
اعذرني ان غبت يوماً و كان خبر موتي كصرخة تأتيك لتخترق اذنك وتثقب قلبك..اعذرني ان أحالني القدر يوماً لمكان لا احتضنك فيه ولا نتراقص فيه سوياً تحت المطر…
اعذرني ان ذهبت لقبري وحيدة وتذكرتَ كم كان هناك على قيد الحياة انثى تحبك…اعذرني ان صرخ قلبك من وجع ذكراي المتراكمة به..
اعذرني ان اتيت بيتي ودخلت غرفتي واخترقت رائحتي انفك و اشتعلت النيران في انحاء جسدك وبكيتني كطفل رضيع وامسكت كتبي واوراقي ورسائلي المتضخمة بإسمك وجلست تُقبلها كالمجنون التائه..
اعذرني لأن شطر حياتك الذي تعاهدنا أن نكمله معاً لم يكتمل..
ارجوك اِعْتذر لاطفالنا الذين اطلقنا عليهم اسماء وضحكنا معهم قبل ان نقابلهم وانتظرناهم واختطفني القدر قبل ان انجبهم..
اِعْتذر ايضاً لمستقبلي الحزين المتكئ على كتفك الخالي مني…
اعذرني ارجوك واعلم أن هناك انثى في ذلك المكان الذي يزوره الناس لينثروا فوقه الورود و يقرأوا فاتحة الكتاب على روحها كانت تعشق الأرض التي كنت تسير عليها
وتحتضن خطواتك بقلبها وتخبئك بين ذراعيها و تشدك اليها كي تمتص منك الدفء الذي كان يُنسيها كل همومها….
أحبك قلتها في أول الرسالة و أحبك بآخر الرسالة ايضاً…
ان كنت تقرؤني تأكد أن قلبي لم ينبض سوى لك و سينبض في حياته الاخرى لك أيضاً,,,
أحبك في البداية و أحبك في النهاية.. وفي المنتصف يا الله كم اعشقك….من أنثى حياتها أنت…
حبيتها كتير ونقلتها
|