لا تقترب مني ابتعد

إلى من وهبتها عطفي وحناني واهتمامي وشوقي وحبي..
اليوم دقت أجراس الرحيل وبدأ العدالتنازلي لنبضات قلبي..

اليوم سأرحل إلى العالم المجهول رحلة لا عودة بعدها..

اليوم لا أعرف هل ستتذكرينني وتبكين..
أم ستفرحين وتبتهجين لفراقي..

اليوم ستموت الكلمة ..
وينتحر الحرف ..
وتدمع السطور..

اليوم ستبدأ ساعة الحداد ..
ويبدأ الحداد على القلم الذي لم يبخل في تصوير مشاعري في يوم من الأيام..

حبيبتي ...

أودعك وداع الأموات ..
أنا راحل عن مسرح حياتك للأبد..
فالابتعاد سبيل راحتي بعد تلك المسافة الطويلة من حياتي معك ..
بعد كل ذلك الكم من التعب والشقاء ..
العناء والبكاء..
فلاتحزني ولا تيأسي ..
ولا تذرفي دموعك هناك عند شاطئ البحر ..
ولا تخبري البحربنبأ رحيلي ..
فهو أشدهم حزناً علي ..
وهو أكثرهم معرفة بي ..

فلا تبكيه ..
ولا تبكي علي ..
فقط..
امنحيني دعوة صادقة على ضفاف شواطئ أحزاني..
واكتبي على رمال الطريق واعترفي ولو لمرة واحدة بأنك كنت تعشقينني..
وأنني كنت أحبك حباً جنونياً...
وأنني بكيت حتى الهلاك..
وأنني أحببتك حتى الممات..
لاتحزني ولا تستسلمي لنبأ رحيلي..
ولا تجعليه يهز تلك الابتسامة الرائعة فيك..
يخيل إلي بأن رحيلي سيكون قاسيا عليك..
فقد يذهلك..
يزعجك..
وقد يرعبك ويؤلمك..
يزلزلك ..
ينسفك..
يكسرك..
يبعثرك..

لا تبكي حين تتذكري تفاصيلي..
ولا تنهار دموعك حين تتذكري بأنني ما عدت هناك أنتظرك..
ما عاد هناك من ينتظرك بشغف..

وينتظر بخوف ..
وينتظر بحنين..
وينتظر بألم..
وينتظرك ..
وأنتي في حرقة من زحمة أقدارك..
تفكرين في ذلك القلب الذي أحرقه إنتظارك..

لا تبكي فما عادهناك من يبكي اللحظات من دونك..
وما عاد هناك من يشتكي مرور الوقت في غيابك..
وما عاد هناك من يحصي الثواني للقاءك..

لا تبكي لأن الدنيا حرمتك مني فقدحرمتي قلبي منك أنتي قبلاً..

حبيبتي..

يقولون بأن المسافة بين الميلاد والموت تقاس بعدد الأيام التي أحببت فيها..

فاحسبي مسافاتي بأيامي الرائعة معك..
ولا تدعي للحزن طريقاً إلى قلبك فأنتي من أحرقتي قلبي..

ستتدكرين أيامي في كل لحظة أسى تمر بقلبك..
وبكل نبضة حنين تلف أيامك..
فامنحيني دعوة صادقة من أعماق قلبك لعلها أن تنسيني ذكرياتك إلى الأبد..