08-24-2018
|
|
جوع ..!
غثيان وبعض من القهر يفترش صدري، يتغلغل بأعماقي، يلامس روحي فيملأني اكتئابا.
إنّي جائع، أبحث عن لقمة سعادة أسد بها رمق حزني،
أو أسد بها تلك الافواه الجائعة في مسامات روحي المزروعة وجعاً.
أجلس على طريق لا رصيف له،
أنظر في وجوه المارّين لعلّي أجد بينها وجهاً أتوسله، لكن كل الوجوه قاتمه..
كل الوجوه عابسة.. كل الوجوه متعبة .. كل الوجوه تتوسل بعضها،فحملتُ جوعي ومضيت!
وحينما يزيد الانكسار، وتتسع مساحات الجوع،
تقبل الارض عليّ فاتحة ذراعيها فأحملها بين ذراعيّ وتبكي، فارفعها وأهزها وتبكي،
فأعانقها وأشدّها إليّ فتتفتت وتتساقط بين أصابعي إلى الفراغ، وكلما حاولت أن ألملمها أسمع أنينها، فحملتُ جوعي ومضيت!
الجوعُ يهتك ذاكرتي، ولم يتبقَ بها سوى رقعة صغيرة بحجم حجر نرد فيها حبيبة جلبها الحظ لي سنيناً وأخذها في لحظة،
فأفتح النافذة المطلة عليها لأشكو لها: حبيبتي الحنين جوع، فقدانك جوع، وحدتي جوع، اليأس جوع!،
لكنّي لا أسمع إلا صدى صوتي... فحملتُ جوعي ومضيت!
|