07-20-2018
|
|
الرئيس الذي أُعدم بتهمة أداء فريضة الحج "شهد ميم "
من أغرب القصص التى أدهشت العالم كله وقت حدوثها هي التى سأعرضها اليوم ،
إنه رئيس الوزراء التركي المنتخب مندريس ،ولأن تركيا دولة برلمانية فإن رئيس الوزراء يعتبر هو الرئيس كما في الدول ذات النظام الرئاسي ،
قام مندريس بإصدار قرار بإعادة الأذان باللغة العربية في تركيا ، وألغى تدخل أى دولة في لبس المرأة وسمح للأتراك بأداء فريضة الحج وقام بتعمير المساجد ، ونشر الشريعة الإسلامية في تركيا بشكل لم يكن مسبوقاً لفترات طويلة ، حيث أنشأ أكثر من أثنتين وعشرين معهداً في تركيا لتخريج الخطباء والفقهاء وأساتذة متخصصين في علوم الدين والفقة.
وقام مندريس بالتقارب من الدول العربية وأقام علاقات قوية بين الدولة التركية وبين العربية ، وكان له دور فعال في فرض الرقابة علي الأدوية وبعض البضائع التى يتم تصنيعها في إسرائيل ، سمح بتعليم اللغة العربية وقراءة القران وتدريسة في مدارس تركيا حتى المرحلة الثانوية.
أصدرت محكمة عسكرية تركية حكماً بإعدام مندريس عام 1960 بتهمة السعي لإنشاء الدولة الدينية وليست المدنية وقيامه بأداء فريضة الحج والتى فور عودته تمت محاكمته ، ومات علي يد الجيش التركي بالإعدام شنقاً.
كان إحساس الكثير من الأتراك أن مندريس ورفيقيه قد قتلوا ظلما ، واستمر هذا الإحساس يتصاعد شهرا بعد شهر وعاما بعد عام حتى عام 1990 عندما التقط الرئيس تورغوت أوزال نبض شعبه فاتخذ قرارا جريئا بإعادة الاعتبار لمندريس ورفيقيه،
ثمَّ أصدر أمراً بنقل رفاتهم من جزيرة ياسي أضه ، حيث دفنوا بعد إعدامهم، إلى مقبرة خاصة أقامتها بلدية إسطنبول على تلة مطلة على أحد أوسع شوارع منطقة طوب قابي ، وفي 17 سبتمبر 1990 في الذكرى 29 لاعدامه شارك أوزال بنفسه مع أركان الدولة وقادة الجيش ورؤساء الأحزاب وجماهير غفيرة من الشعب في استقبال الرفات ، وواكب بنفسه مراسيم إعادة دفن رفاتهم في القبور الجديدة ، وقرأ الفاتحة على أرواحهم ووصفهم في كلمة تأبينية خلال الحفل بشهداء الوطن ، وخرجت الصحف في اليوم التالي لتصف عدنان مندريس وفطين زورلو وحسن بولتكان بشهداء الوطن والديمقراطية .
تم تسمية مطار مدينة إزمير باسمه و العديد من الشوارع و الجامعات و المدارس مثل جامعة عدنان مندريس ، امتناناً لدوره في الحياة المدنية التركية و إدانة و دفناً لإرث العسكر و انقلاباتهم.
|