غزة : أمام صفقة جديدة .. أم صفعة شديدة ؟

في الوقت الذي يستعد به قطاع غزة لخوض معركة انتخابية جديدة، كثير من الأحداث المتناقضة تعج بالساحة الفلسطينية والإسرائيلية، كان أولها بكشف سرايا القدس النقاب عن صاروخ جديد، هذا عدا عن تصريحات واضحة لحركة حماس تؤكد من خلالها وجود أسرى إسرائيليين داخل القطاع، مروراً بإعلان والدة الجندي شاؤول أرون امتلاكها لدلائل تثبت أن ابنها حي يرزق، وختاماً بزيادة حدة تصريحات قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي حول خوض معركة جديدة ضد القطاع تكون أشرس وأفظع من سابقتها.

ازدادت حدة التصريحات الإسرائيلية في الأيام القليلة السابقة، فتارة يتحدث قادة جيشهم عن معركة جديدة على القطاع أشرس وأفظع من سابقتها، وتارة أخرى يتحدثون عن شكل الحرب والتي ستفسح المجال بشكل أكبر وأوسع أمام القوات البرية لقيادة المعركة عكس الحروب السابقة التي ركزت على تدمير الأنفاق وسلاح الجو.

فيما قالت زهافا شاؤول والدة الجندي الأسير لدى المقاومة شاؤول أرون في خطوة مفاجئة، إن ابنها على قيد الحياة، وإنها تمتلك "دلائل واقعية" تثبت ذلك، حيث جاء كلامها هذا الذي يخالف الموقف الرسمي الإسرائيلي، في لقاء مع صحيفة معاريف. .. أما على الصعيد الداخلي فقد أعلنت مصادر متطلعة من حركة حماس أن الحركة حماس لديها جنود أسرى، وكذلك جثث لجنود قتلوا في معارك مباشرة مع مقاتلي القسام في الشجاعية وبيت حانون ومناطق أخرى.

وأضافت أن الحركة تمتلك أوراق قوة ستستغلها على طاولة مفاوضات تبادل الأسرى التي من المتوقع أن تجري قريبا بشكل منفصل بعيدا عن مفاوضات التوصل لاتفاق التهدئة التي كانت قد أجلت مباحثاتها حتى نهاية الشهر الجاري.

في ذات الوقت كشف الجناح العسكري للجهاد الاسلامي "سرايا القدس" منذ عدة أيام النقاب عن دخول صاروخ جديد طول المدى إلى الخدمة لديها خلال مهرجان "رباط الدم" الذي نظمته السرايا تكريمًا لشهداء وجرحى العدوان الإسرائيلي الأخير عام 2014. ووضعت السرايا على الصاروخ الجديد ملصق يحمل علامات "الاستفهام"، في إشارة واضحة للاحتلال بأن يستنتج بنفسه مدى الصاروخ الجديد.

بدوره استبعد القيادي في حركة حماس الدكتور إسماعيل رضوان، أن يكون قطاع غزة أمام عدوان قريب معلل ذلك بأن الاحتلال قد فشل في كل حروبه السابقة.

وأضاف رضوان لمراسلة دنيا الوطن " إن فكر الاحتلال بارتكاب أي حماقة جديد فإنه سيفشل كما حدث في الحروب السابقة، وعلى المستوى الإقليمي والدولي سيوصم بالإرهاب ضد الإنسانية.

فيما أشار أن التهديدات الإسرائيلية هي عبارة عن تصريحات للاستهلاك المحلي للمناكفة السياسية الداخلية والصراع الحزبي داخل الكيان متمم " في جميع الحالات يجب أن تكون المقاومة الفلسطينية مستعدة لأي تطورات إذا ما استهدف".

واستبعد الحديث عن أي صفقة لتبادل الأسرى قبل إطلاق سراح من تم اعتقالهم في صفقة وفاء الأحرار.

في ذات السياق أكد المختص في الشأن الإسرائيلي أكرم عطا الله، أن هناك خشية من وتيرة التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عن عدوان على قطاع غزة بل وتفصل شكل هذا العدوان وشكل الهجوم القادم على حد قوله.

وأضاف عاطا الله خلال تصريح خاص لـ " دنيا الوطن " يجب أن تؤخذ التصريحات الإسرائيلية بجدية كاملة بعد أن أصبح ليبرمان وزير للدفاع ولما له من سوابق عدائية ضد قطاع غزة فقد كان يريد أن يحول القطاع لملعب كرة قدم وطالب باجتياح كل غزة.

وتمم قائلاً " ليبرمان تعهد بالإفراج عن الأسرى عبر تهديد بأنه سيعطي قيادة حماس 48 ساعة لإعادة الأسرى .. وعندما سألوه عن هذا التهديد قال تسألوني عندما تنتهي ولايتي وهذا يدل على كم من الشر الذي يخبئه للفلسطينيين".

وقد رجح عطا الله حدوث عدوان جديد على القطاع كأحد السناريوهات للفترة القادمة قائلاً " بالمعني التحليلي يؤخذ بعين الاعتبار البعد التاريخي بالتحليل دائماً وهذا ربما ما بدعوا للقول اعتادت إسرائيلي أن تهجم على القطاع كل فترة ومن هنا يجب أن ندرك أننا يجب عليا أن نأخذ تصريحاتهم بجدية وبعين الاعتبار".

فيما أكد ان الفلسطينيين هم طرف متلقي، حيث يقوم الفلسطيني برد فعل وليس فعل، مشدد على ان إسرائيل هي من أطلقت شرارة الثلاثة حروب السابقة وأن من سيطلق شرارة الحرب الرابعة أيضاً إسرائيل، فهي من تقرر الحرب عندما يصبح هناك مصالح استراتيجية إقليمية وسياسية لها على حد تعبيره.

وأضاف " حدوث صفقة لتبادل الأسرى أمر وارد، ففي المرات السابقة حدثت صفقة وحدثت أيضاً حرب، والأمران لا يتقاطعان".