عقيدتى - منتديات قلب فلسطين
 
آخر 10 مواضيع
ليش،البط َمايتحرك تحت المطر!!
الكاتـب : -
للأناقة والشياكه عنوان مع الثوب المطرز ... تجميعي
الكاتـب : -
مرحلة جلب المعلومات قبل الاختراق
الكاتـب : -
ما هي نتائج عقاب الطفل بالحرمان من احتياجاته اليومية ؟؟
الكاتـب : -
المواقيت فى الإسلام
الكاتـب : -
قصة داووا مرضاكم بالصدقه😊
الكاتـب : -
أماكن حقيقية تشعرك وكأنك في حلم ... تجميعي
الكاتـب : -
توقفت الحرب ولم تتوقف المأساة.
الكاتـب : -
عاجل | حماس:
الكاتـب : -
العفاف فى الإسلام
الكاتـب : -


 
 
العودة   منتديات قلب فلسطين > الأقــســـام الــعـــامــة > رحيق الإسلام
 
 

رحيق الإسلام على مذهب أهل السنه والجماعه

إضافة رد
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-10-2017
سراج منير غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 473
 تاريخ التسجيل : Jan 2017
 فترة الأقامة : 3217 يوم
 أخر زيارة : 05-15-2021 (05:55 PM)
 المشاركات : 622 [ + ]
 التقييم : 22
 معدل التقييم : سراج منير is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي





الأصل السادس التصديق بكرامات الأولياء


ماذا تقصد بالكرامة ؟

(1) الكرامة : هي أَمر خارق للعادة وغير مقرون بدعوى النبوة ولا هو مقدمة لها ؛ يُظهرُه الله على يد بعض عباده الصالحين- من الملتزمين بأحكام الشريعة- إِكراما لهم من الله عز وجل ، فإذا لم يكن مقرونا بالإيمان الصحيح والعمل الصالح كان استدراجا .

وقد وقع في الأُمم السالفة ، كما في سورة الكهف وغيرها ، وفي صدر هذه الأُمة من الصحابة والتابعين ؛ كما حصل مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « يا سارية الجبل » . وغيرها كثيرة جدا ، وفي كتب السنن الصحيحة والآثار المنقولة شيء كثير من الكرامات التي كرم الله تعالى به عباده الصالحين العاملين بكتابه وبسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم -وما رواه آلاف من العلماء وغيرهم من الثقات وشاهدوه ، وهي متواترة وموجودة في الأُمة وباقية فيها إلى ما شاء الله تعالى ،

ووقوع كرامات الأولياء في الحقيقة معجزة للأنبياء ، لأن الكرامة لم تحصل لأحدهم إلا ببركة متابعته لنبيه وسيره على هدى دينه وشريعته ، وهي من الأُمور الجائزة عقلا .

2- وقد يكون ما يعطيه الله لعبده المؤمن من فتح آفاق العلم أمامه أفضل وأعظم من كل الخوارق المادية التي نسمع بها أو نقرأ عنها ،

3- ومن الكرامة التي نص عليها سلفنا ؛ الاستقامةُ على الكتاب والسنة ، وطاعتهما والرضا بحكمهما ، والتوفيق في العلم والعمل .

وإن عدم حصول الكرامة لبعض المسلمين ؛ لا يدل على ضعف إِيمانهم ، لأن الكرامة تقع لأسباب منها :

1- تقوية إِيمان العبد ، ولهذا لم يرَ كثير من الصحابة شيئا من الكرامات لقوة إيمانهم وكمال يقينهم ، 2-ومنها أيضا : إِقامة الحجة على العدو ، والكرامة لا تقيد من ناحية العقل ، وإنما تقيد بضوابط الشرع ،

وللكرامة شروط منها :

1- أن لا تناقض حكما شرعيا ،2- ولا قاعدة دينية 3-، وأن تكون لحي 4-، وأن تكون لحاجة

؛ فإِن فقد أَحد هذه الشروط ؛ فليست بكرامة بل هي إِما خيال ، وإما وهم وإما إلقاء من الشيطان .

والكرامة لا يَثبُت بها حكم من الأحكام الشرعية ، ولا ينتفي بها حكم شرعي أيضا ذلك أن للأحكام الشرعية مصادرها المعروفة من كتاب الله وسنة رسوله والإجماع ، وإذا أجرى الله الكرامة على يدي مسلم ؛ فينبغي له أن يشكر الله على هذه المنحة والنعمة ، ويسأل الله تعالى الثبات وعدم الفتنة إِن كانت ابتلاء واختبارا ، وأن يكتم أمرها وأن لا يتخذها وسيلة للتفاخر والتباهي أمام الناس فإن ذلك يوردُ موارد الهلكة ، وكم من أُناس خسروا الدنيا والآخرة حين استدرَجهُم الشيطان من هذا الطريق ؛ فأصبحت تلك الأعمال وبالا عليهم .

واعلم أن لأولياء الرحمن صفات ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم في كثير من الآيات ، وجمعت في سورة الفرقان : من الآية ، 63- 74 ، وذكرها النبي- صلى الله عليه وسلم - في كثير من الأحاديث ومن هذه الصفات على سبيل المثال : الإيمان بالله وبملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره ، والتقوى : وهي الخوف من الله ، والعمل بسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم - والاستعداد ليوم اللقاء ، والحب في الله والبغض في الله ، وأن رؤيتهم تُذكرُ بالله ، وهم يمشون على الأرض هونا ، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، ويبيتون لربهم سُجدا وقياما ، ويقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ، وإذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يَقتُروا ، ولا يدعون مع الله إِلها آخر ، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إِلا بالحق ، ولا يزنون ، ولا يشهدون الزور ، وإذا مروا باللغو مروا كراما ، وإذا ذُكروا بآيات ربهم لم يَخروا عليها صُما وعميانا ، ودعاؤهم : ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إِماما . . وغيرها من الصفات الثابتة في الكتاب والسنة .


ومن أُصول عقيدة السلف الصَّالح ، أَهل السنة والجماعة : التصديق بكرامات الأَولياء :

وهي ما قد يُجريه الله تعالى على أَيدي بعض الصالحين من خوارق العادات إِكراما لهم ؛ كما دلَّ على ذلك الكتاب والسنة ، قال الله تبارك وتعالى :
{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }{ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }{ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
وقال النَبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « إِن اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ مَنْ عَادَى لِي وَلِيَاَّ فَقَدْ آذَنْتهُ بِالحَرْبِ » (البخاري ) .

هل للكرامات ضوابط شرعية ؟
ولكن لأَهل السُّنَة والجماعة ضوابط شرعية في تصديق الكرامات ، وليس كل أَمرٍ خارق للعادة يكون كرامة ؛ بل قد يكون استدراجا أَو يدخل فيها ما ليس منها من الشعوذة وأَعمال السحرة والشياطين والدجالين ، والفرق واضح بين الكرامة والشعوذة :

* فالكرامة : من الله وسببها الطاعة ، وهي مختصة بأهل الاستقامة : قال الله تبارك وتعالى : { وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ }

* والشعوذة : من الشيطان وسببها الأَعمال الكفرية والمعاصي ، وهي مختصة بأهل الضلال : قال الله تعالى : { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }

هل تعنى ان الشعوزة كالسحر وغيرة من اعمال الشياطين؟


وأَهل السُّنة والجماعة : يصدقون بأن في الدنيا سحرا وسحرة (( قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله : (السحر : عُقَد ورقى وكلام ، يتكلم به ، أو يكتبه ، أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور ، أو قلبه ، أو عقله من غير مباشرة له ، وله حقيقة فمنه ما يقتل وما يمرض ، وما يأخذ الرجل عن امرأته ؛ فيمنعه وطأها ، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ، وما يُبَغض أحدهما إلى الآخر ، أو يُحببُ اثنين ، وهذا قول الشافعي . . . وقال : إِذا ثبت هذا فإِن تعلم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافا بين أهل العلم ، قال أصحابنا : ويكفر الساحر ؛ بتعلمه وفعله سواء اعتقد تحريمه أو إِباحته . . ثم قال عن حقيقة السحر : ولولا أن السحر له حقيقة لما أمر الله تعالى بالاستعاذة منه ، قال تعالى : ( يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ) إِلى قوله : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ )


قال الله تعالى : { فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ } وقال : { وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } وقال : { وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ }
إلا أنهم لا يضرون أحدا إلا بإذن الله، قال تعالى : { وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ }

كلمة فاصلة فى السحر من فضلك ؟
2-ومن اعتقد بأن السحر يضر ، أَو ينفع بغير إذن الله ؛ فقد كفر . ومن اعتقد إِباحته وجب قتله ؛ لأَنَّ المسلمين أَجمعوا على تحريمه ، والساحر يستتاب ؛ فإِن تاب وإلّا ضُربت عنقه .

وماذا عن الاحلام والرؤيا الصالحة؟


ومن أصول عقيدة أَهل السنَّة والجماعة : التصديق بالرّؤيا الصالحة ، وهي جزء من النبوة ، والفراسة الصادقة للصالحين حق ، قال الله تعالى : { إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }
قال النَبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « لَمْ يَبْقَ مِنَ النبوةِ إِلَّا المبَشِّرات » قالوا : وما المبشرات ؛ قال : « الرؤيا الصالِحة » (البخاري )

وماذا عن الشياطين؟
وأَهل السنة والجماعة : يؤمنون بأَن الله تعالى خلق شياطين الجن توسوس لبني آدم وتتربص بهم ، وتتخبطهم ، قال الله تعالى : { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }

2- وأَنَّ الله يسلطهم على مَن يشاء مِن عباده لحكمة ، قال تعالى : { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا }


3-ويحفظ الله من كيد الشياطين ومكرهم مَن يشاء مِن عباده . قال تعالى : { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }{ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ }




والان 000 لنوضح الاصل السابع يرحمك الله؟

الأصل السابع


منهج أهل السنة والجماعة في التلقي والاستدلال


1-ومن أُصول عقيدة السلف الصالح ؛ أَهل السُّنَّة والجماعة :
في منهج التلقي والاستدلال اتباعُ ما جاء في كتاب الله- عز وجل- وما صح من سنة نبيه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ظاهرا وباطنا ، والتسليمُ لهما ، قال الله تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا }
وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « تَرَكْتُ فِيكُم أَمْرَيْنِ ، لَنْ تَضِلوا ما تمَسَّكْتُمْ بِهِما : كِتابَ الله وَسنةَ رَسُولِه » (صحيح المشكاة)

هل هناك من هو مقدم عن الاخر؟
وأَهل السنة والجماعة :لا يقولون كتاب الله ثم سنَّة رسوله- صلى الله عليه وسلم - بل كتاب الله وسنة رسُوله معا لأن السنة مقرونة مع كتاب الله ، ولأَن الله فرض طاعة رسوله ، وسنتُهُ- صلى الله عليه وسلم - مبينة للمعنى الذي أَراده الله .

وهل بعد الكتاب والسنة شئ اخر؟

ثُم- أَهل السُّنَّة والجماعة - بعد ذلك يتبعون ما كان عليه الصحابة من المهاجرين والأَنصار عموما ، والخلفاء الراشدين خصوصا ، وأَوصى النبي- صلى الله عليه وسلم - باتباع الخلفاء الراشدين خصوصا ؛ ثمَّ يتبعون الذين يلونهم من القُرون المفضَّلة الأولى ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : « عَلَيْكمْ بِسُنتي ، وَسُنةِ الخلَفَاءِ المهْدِيِّينَ الراشدين ؛ تَمَسكُوا بها ، وَعَضوا علَيْهَا بالنواجِذِ ، وَإِياكُمْ وَمُحْدَثات الأمُورِ ؛ فإِن كُلّ مُحْدَثَة بِدْعَة ، وَكُل بِدْعَةٍ ضَلاَلة » . (الصحيحة )

فما مرجعيتهم عند التنازع ؟
وعلى ذلك فإِن مرجع أَهل السنة عند التنازع ؛ هو كتاب الله ، وسُنَّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، قال الله تعالى : { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }

وصحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مرجع أَهل السنة والجماعة في فهم الكتاب والسنَّة ، ولا يعارَضُ شيء عندهم من الكتاب أَو السنَّة الصحيحة ؛ بقياسٍ ، ولا ذوق ، ولا كشف ، ولا قول شيخ ، ولا إمام ؛ لأن الدين قد اكتمل في حياة الرسول- صلى الله عليه وسلم - ، قال الله تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }

مامدى توقيرهم لكتاب الله وسنة نبية؟
وأَهل السنة والجماعة :لا يقدمون على كلام الله ، وكلام رسُوله- صلى الله عليه وسلم - كلامَ أَحد من الناس ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
ويعلمون بأن التقدم بَينَ يَدي الله ورسوله من القول على الله بغير علم ، وهو من تزيين الشيطان .


2-والعقل الصريح عندهم يوافق النقل الصحيح ، وعند الإِشكال يقدمون النقل ولا إِشكال ؛ لأن النقل لا يأتي بما يستحيل على العقل أَن يتقبله ، وإنما يأتي بما تحار فيه العقول ، والعقل يصدق النقل في كلِّ ما أَخبر به ولا عكس .


3-ولا يُقللون من شأن العقل ؛ فهو مناط التكليف عندهم ، ولكن يقولون : إِنَّ العقل لا يتقدم على الشرع- وإلَّا لاستغنى الخلق عن الرسل- ولكن يعمل داخل دائرته ، ولهذا سُموا أَهل السُّنَّة لاستمساكهم واتباعهم وتسليمهم المطلق لهدي النَبِيِّ صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى : { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }

وما حكم الاجماع عندكم؟
1-وأَهل السنَّة والجماعة : يأَخذون بعد الكتاب والسنَّة بما أَجمع عليه علماء الأُمة ، ويعتمدون عليه ، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « إِن اللهَ لا يَجْمَعُ أمتي عَلى ضَلاَلَة ، وَيَدُ الله مع الجماعَة ، ومَنْ شَذَّ شَذَّ في النار » (الصحيحة )
فهذه الأمة معصومة من الاجتماع على باطل ، ولا يمكن أَن تجمع على ترك الحق .

وهل هناك معصوم بعد رسول اله صلى الله علية وسلم؟

ولا يعتقدون العصمةَ لأَحد غير رسول الله- صلى الله عليه وسلم –

وماذا عن الاجتهاد؟

ويرون الاجتهاد فيما خفي من الأَمر بقدر الضرورة ، ومع هذا لا يتعصبون لرأي أَحدٍ حتى يكون كلامه موافقا للكتاب والسُّنٌة ، ويعتقدون أَنَّ المجتهد يخطئ ويصيب ؛ فإِن أَصاب فله أَجران : أَجر الاجتهاد وأَجر الإِصابة ، وإن أَخطأ فله أَجر الاجتهاد فقط ؛ فالاختلاف عندهم في المسائل الاجتهادية ، لا يوجب العداوة ولا التهاجر بل يُحب بعضهم بعضا ، ويوالي بعضهم بعضا ، ويصلي بعضهم خلف بعض ، مع اختلافهم في بعض المسائل الفرعية .

ولا يلزمونَ أَحدا من المسلمين التقيد بمذهب فقيه مُعين ، ولكن لا يرون أَيضا بأسا بذلك إِذا كان اتباعا لا تقليدا

ماذا تقصد بالتقليد؟

(1) التقليد : هو (التزام المكلفِ في حكم شرعي مذهبَ مَن ليس قولهُ حجة في ذاته) أو هو قبول قول القائل من غير معرفة لدليله ، أو الرجوع إلى قول لا حُجة لقائله عليه .

والمقلد : هو الذي يقلد شخصا بعينه ، في جميع أقواله أو أفعاله ، ولا يرى أَن الحق يمكن أَن يكون فيما عداه ، ومن غير أَن يعرف دليله ، ولا يخرج عن أقواله ، ولو ثبت له عكس ذلك ، ولا خلاف بين أهل العلم أن التقليد ليس بعلم ، وأن المقلد لا يطلق عليه اسم عالم .

ولقد ذم الله- عز وجل- التقليد ونهى عنه في كثير من الآيات ، فقال تعالى : وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئا وَلَا يَهْتَدُونَ المائدة :

. وعلماء السلف والأئمة المجتهدون جميعا نهوا عن التقليد ، لأن التقليد أَحد أَسباب الضعف والتنازع بين المسلمين ، والخير في الوحدة والاتباع والرجوع في الخلاف إلى الله وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولذلك لم نرَ الصحابة - رضي الله عنهم- يقلدون أحدا منهم بعينه في جميع المسائل ، وكذلك الأئمة الأربعة- رحمهم الله- لم يتعصبوا لآرائهم وكانوا يتركون آراءهم لحديث رسول الله- صلى الله عليه وسلم - وينهون غيرهم عن تقليدهم دون معرفة أدلتهم .

قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله : (إِذا صح الحديث فهو مذهبي) وقال : ( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه) .

وقال الإمام مالك رحمه الله : (إِنما أنا بشر أخطئ وأصيب ، فانظروا في رأيي ؛ فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه ، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه) .

وقال الإمام الشافعي رحمه الله : (كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند أهل النقل بخلاف ما قلت ؛ فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي) .

وقال الإمام أحمد رحمه الله : ( لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري ، وخذ من حيث أخذوا) . وأقوالهم في هذا الباب كثيرة ، لأنهم كانوا يفقهون معنى قوله تعالى : اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ سورة الأعراف : الآية ، 3 .


، وعلى المسلم أَنْ ينتقل من مذهب إلي آخر لقوة الدليل ، وطالب العلم إِذا كانت عنده أَهلية يستطيع أَن يعرف بها أَدلَة الأَئَمة عليه أَن يعمل بها ، وينتقل من مذهب إِمام في مسألة إِلى مذهب إِمام آخر ، أَقوى دليلا وأَرجح فقها في مسألة أُخرى ،

ولا يجوز له الأَخذ بقول أَحد دون أَن يعرف دليله ؛ لأَنهُ يصبح بذلك مقلدا ، وعليه أَن يبذل ما يستطيعه من النظر في الاختلاف حتى يترجح لديه شيء ، فإِنْ لم يمكنه الترجيح ، يصبح حكمه حكم العامِّي ؛ فيسألُ أَهل العلم .


وأَن العاميَ الذي لا يحسن النظر في الدليل فلا مذهب له بل مذهبه مذهب مفتيه ؛ فالواجب عليه أَن يسأل أَهل العلم بالكتاب والسنَّة ، قال الله تبارك وتعالى : { فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }

وما مفهوم الفقة فى الدين ؟
وأَهل السنة والجماعة : يقولون إِن الفقه في الدِّين لا يتم ولا يستقيم إِلَّا بالعلم والعمل معا ؛ فمن حصل علما كثيرا ولم يعمل به أَو لم يَهْتَدِ بهدي النبِي- صلى الله عليه وسلم - ولم يعمل بالسنة فليس بفقيه .


والان ياخى 00 والهى شوقتنا الى الاصل الثامن ؟

الأصل الثامن
وجوب طاعة ولاة أمر المسلمين بالمعروف


1-ومن أُصول عقيدة السلف الصالح ، أَهل السُّنَّة والجماعة :
أَنَهم يرون وجوب طاعة ولاة أُمور المسلمين ما لم يأمرُوا بمعصية ؛ فإِذا أَمَرُوا بمعصية فلا تجوز طاعتهم فيها ، وتبقى طاعتهم بالمعروف في غيرها ، عملا بقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }
ولقول رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « مَنْ أَطَاعَني فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى الله ، ومَنْ يُطعِ الأَميرِ فَقَدْ أَطاعَني ، ومَنْ يَعصِ الأميرَ فَقدْ عَصاني » (متفق عليه)

وقوله : « اسْمَعُوا وَأَطِيْعُوا ، وإِن اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِي كأنَ رَأْسَهُ زَبِيبَة » (البخاري )
وقوله : « تَسْمَعُ وَتُطِيعُ للأَمِير ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأخِذَ مَالُك ؛ فَاسمَعْ وَأَطِع » (مسلم )
وقوله : « مَنْ كَرِهَ مِن أَميرهِ شَيْئا فَلْيَصْبر عَلَيْه ، فَإِنَهُ لَيسَ أَحَد مِن الناس خَرَجَ مِن السّلْطانِ شِبْرا ، فَمَاتَ عَلَيْه ؛ إِلَّا مَاتَ مِيتَة جَاهِلية » (مسلم )


2-فَأهل السُّنَة والجماعة :
يقولون إِن طاعة أُولي الأَمر في المعروف أَصل عظيم من أُصولِ العقيدة ، ومن هنا أَدرجها أَئمَة السلف في جملة العقائد ، وقل أَن يخلو كتاب من كتب العقائد إِلا تضمن تقريرها وشرحها وبيانها ، وهي فريضة شرعية لكلِّ مسلم ؛ لأنها أَمر أَساسي لوجود الانضباط في دولة الإسلام .


3-وأَهل السنة والجماعة :
يرون الصلاة والجُمَع والأَعياد خلف الأُمراء والولاة ، والأَمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد والحج معهم أَبرارا كانوا أَو فجارا ، والدعاء لهم بالصلاح والاستقامة

((2) الدعاء لولاة الأمور بالصلاح والاستقامة والهداية من طريقة السلف الصالح . قال الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله : ( لو كان لي دعوة ما جعلتها إلا في السلطان ، فأمِرنا أن ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم ، وإن جاروا وظلموا ؛ لأن ظلمهم وجورهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين) . ولأن في صلاحهم صلاح الأمة . وقال الحسن البصري رحمه الله : (اعلم- عافاك الله- أن جور الملوك نقمة من نقم الله تعالى ، ونقم الله لا تلاقى بالسيوف ، وإنما تُتقى وتُستَدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب ، إن نقم الله متى لقيت بالسيف كانت هي أقطع . وقيل : سمع الحسن رجلا يدعو على الحجاج ، فقال : لا تفعل- رحمك الله- إنكم من أنفسكم أوتيتُم ، ( إنما نخاف إِن عُزلَ الحجاجُ أو مات أن تليكم القردة والخنازير) « آداب الحسن البصري » لابن الجوزي ، ص119 .
)

، ومناصحتهم (قال الإمام النووي رحمه الله : (وأما النصيحة لأئمة المسلمين ؛ فمعاونتهم على الحق ، وطاعتهم فيه وأمرهم به ، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف ، وإعلامهم بما غفلوا عنه) . شرح صحيح مسلم : ج 2 ، ص241)

إِذا كان ظاهرهم صحيحا ، ويُحرمون الخروج عليهم بالسيف إِذا ارتكبوا مخالفة دون الكفر ، والصبر على ذلك لأَمره - صلى الله عليه وسلم - طاعتهم في غير معصية ما لم يحصل منهم كفر بواح ، وأَن لا يقاتلوا في الفتنة ، وقتال من أَراد تفريق أَمر الأُمة بعد الوحدة .

قال النبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « خِيارُ أَئمتِكُمُ الذِينَ تُحِبونَهُمْ وَيُحِبونَكُمْ ، وَيُصَلونَ عَليْكُمْ وَتُصَلونَ عَلَيْهِمْ . . وَشِرارُ أئمتكُمُ الذِينَ تُبْغضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونكُم وَتَلْعَنونَهُمْ وَيَلْعَنونَكُمْ » قيل : يا رسول الله أَفلا نُنابِذُهُم بالسيف؟ فقالَ : « لا ، مَا أَقَامُوا فيكُمُ الصلاةَ ، وَإِذَا رَأَيتْمْ مِنْ ولاتِكُمْ شَيْئا تَكْرَهُونَه فَاكْرَهُوا عَمَلَه ، وَلاَ تَنزعُوا يَدا مِن طَاعَة » (مسلم )

وقال : « إنهُ يُسْتَعمَلُ عَلَيْكُمْ أمَراءُ فَتَعْرفونَ وَتنكِرُون ؛ فَمَن كَرِهَ فَقَدْ بَرئ ، وَمَنْ أَنكَرَ فَقَدْ سَلمَ ، وَلَكِنْ مَن رَضِيَ وَتابع » . قالوا : يا رسول الله! أَلا نُقاتلهم؟ قالَ : « لا ؛ مَا صلوا » (1)

(1) واعلم أن من ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به ، أو غلبهم بسيفه حتى صار خليفة ، وجبت طاعته وحرم الخروج عليه . قال الإمام أحمد : (ومن غَلبَ عليهم- يعني الولاةَ- بالسيف حتى صار خليفة ، وسمي أمير المؤمنين ؛ فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيتَ ولا يراهُ إماما برا كان أو فاجرا) . « الأحكام السلطانية » ، لأبي يعلى : ص23 . وقال الحافظ في الفتح : (وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتَغلب ، والجهاد معه ، وأن طاعته خير من الخروج عليه ؛ لما في ذلك من حقنِ الدماء ، وتسكين الدهماء) ج 13 ، ص9 .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (وقل من خرج على إِمام ذي سلطان ؛ إِلا كان ما تولد على فعله من الشر أعظم مما تولد من الخير) منهاج السنة ج 2 ص241 . وأما من عطل منهم شرع الله ولم يحكم به وحكم بغيره ؛ فهؤلاء خارجون عن طاعة المسلمين فلا طاعة لهم على الناس ؛ لأنهم ضيعوا مقاصد الإمامة التي من أجلها نُصبوا واستحقوا السمع والطاعة وعدم الخروج ، ولأن الوالي ما استحق أن يكون كذَلك إلا لقيامه بأمور المسلمين ، وحراسة الدين ونشره ، وتنفيذ الأحكام وتحصين الثغور ، وجهاد من عاند الإسلام بعد الدعوة ، ويوالي المسلمين ويعادي أعداء الدين ؛ فإذا لم يحرس الدين ، أو لم يقم بأمور المسلمين ؛ فقد زال عنه حق الإمامة ووجب على الأُمة- متمثلة بأهل الحل والعقد الذين يرجع إِليهم تقدير الأمر في ذلك- خلعه ونصب أخر ممن يقوم بتحقيق مقاصد الإمامة ؛ فأهل السنة عندما لا يجوزون الخروج على الأئمة بمجرد الظلم والفسوق- لأن الفجور والظلم لا يعني تضييعهم للدين- فيقصدون الإمام الذي يحكم بشرع الله ؛ لأن السلف الصالح لم يعرفوا إمارة لا تحافظ على الدين فهذه عندهم ليست إمارة ، و( إنما الإمارة هي ما أقامت الدين ثم بعد ذلك قد تكون إمارة بَرة ، أو إِمارة فاجرة . قال علي بن أَبي طالب رضي الله عنه : « لا بد للناس ؛ من إِمارة برة كانت أو فاجرة ، قيل له : هذه البرة عرفناها فما بال الفاجرة ؟! قال : يُؤمن بها السبُل وتُقام بها الحدود ويُجاهد بها العدو ويُقسم بها الفيء) » منهاج السنة ، لابن تيمية : ج ا ص146 .


أَما طاعتهم في المعصية فلا يجوز ، عملا بما جاء في السنة من النهي عن ذلك ، قال النبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « السمْعُ والطاعَةُ عَلَى المرْءِ المسْلِمِ ، فيما أَحَب وَكَرِهَ ، مَا لَمْ يُؤْمَر بِمَعْصِيَة ، فإِذَا أمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سمْع وَلاَ طَاعَة » . (البخاري)

وقال : « لا طاَعَةَ في مَعْصِيَةِ اللهِ إِنما الطاعةُ في المعْروف » (متفق عليه)

وما هى مواصفات الامام عندكم ؟

وعلى الإمام أَن يتقي الله في الرعية ، ويعلم أنما هو أجيرٌ استأجره الله تعالى على الأمة لرعايتها ، ولخدمة دين الله وشريعته ، ولتنفيذ حدوده على العام والخاص ، وعلى الإِمام أَن يكون قويا لا تأخذه في الله لومة لائم ، أَمينا على الأمة ، وعلى دينهم ، ودمائهم وأَموالهم ، وأعراضهم ومصالحهم ، وأمنهم ، وشأنهم ، وسلوكهم ، وأَن لا ينتقم لنفسه ، ويكون غضبه للّه تعالى .

قال النَّبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « مَا مِنْ عَبْد يَسْتَرْعِيهِ اللهُ رَعية ، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاش لِرَعيتِه ؛ إِلَّا حرمَ اللهُ عَلَيهِ الجَنَّة » (مسلم )


وماذا عن الاصل التاسع ؟

الأصل التاسع


عقيدة أهل السنة في الصحابة وآل البيت والخلافة


1-ومن أُصول عقيدة السلف الصالح ؛ أَهل السنة والجماعة :
حُب أَصحاب رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وسلامة قلوبهم وأَلسنتهم تجاههم ؛ لأَنهم كانوا أكمل الناس إِيمانا ، وإحسانا ، وأَعظمهم طاعة وجهادا ، وقد اختارهم الله واصطفاهم لصحبة نبيه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وقد امتازوا بشيء لم يستطع أَن يدركه أَحد ممن بعدهم مهما بلغ من الرفعة ؛ أَلا وهو التشرف برؤية النَّبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعاشرته .


2-والصحابة الكرام كلهم عُدولٌ بتعديل الله ورسوله لهم ، وهم أَولياءُ الله وأصفياؤه ، وخيرته من خلقه ، وهم أَفضل هذه الأُمة بعد نبيها- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال الله تعالى : { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }


والشهادة لهم بالإيمان والفضل أَصل قطعي معلوم من الدِّين بالضرورة ، ومحبتهم دين وإيمان ، وبغضهم كفرٌ ونفاق ، وأَهلُ السنة والجماعة لا يذكرونهم إِلا بخير ؛ لأَن رَسُول الله أَحبهم وأَوصى بحبهم ، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « اللهَ اللهَ في أَصْحَابي لاَ تَتخذُوهُم غَرَضا بَعْدِي ؛ فَمَنْ أَحبهُم فَبِحبي أَحَبهُم ، ومَنْ أبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أبْغَضَهُم ، وَمَنْ آذاهُم فَقَدْ آذَانِي ، ومَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللهَ ، ومَنْ آذَى اللهَ يُوشِكُ أَنْ يَأخُذَه » . (الصحيحة )

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (حُب أبي بكرٍ وعمرَ ، ومعرفةُ فضلِهما من السنة) . وقال الإمام مالك رحمه الله : (كان السلف يُعلمون أولادهم حب أبي بكرٍ وعمر ؛ كما يُعلمون السورة من القرآن)

ومن هو الصحابى ؟

وكل مَن رأَى رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وآمن به ومات على ذلك ؛ فهو من الصحابة ، وإن كانت صحبته سنة ، أَو شهرا ، أَو يوما ، أَو ساعة . ولا يدخل النَّار أَحد من الصحابة بايع تحت الشجرة ؛ بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه ، وكانوا أكثر من ألف وأَربعمائة .
قال النبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « لاَ يَدْخُل النارَ أَحَد باَيع تَحْتَ الشجَرَة » . (البخاري )


2-وأَهل السنة والجماعة : يكفون عما شجر بينهم من نزاع (جمهور الصحابة لم يدخلوا في الفتنة ، ولما هاجت الفتنة كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرات الألوف فلم يحضرها منهم مائة ؛ بل لم يبلغوا ثلاثين . كما رواه الإمام أحمد في : « مسنده » بسند صحيح عن ابن سيرين ، وعبد الرزاق في : « المصنف » ، وابن كثير في تاريخه : « البداية والنهاية » ) ،

ويوكلون أَمرهم إِلى الله ؛ فمن كان منهم مصيبا كان له أَجران ، ومن كان منهم مخطئا فله أَجر واحد ، وخطؤه مغفور له إِن شاء الله .
3-ولا يسبون أَحدا منهم ؛ بل يذكرونهم بما يستحقون من الثناء الجميل ، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
« لَا تَسبوا أَصْحَابِي لَا تَسبوا أَصْحَابِي ؛ فَوَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَن أَحَدَكُم أَنْفَقَ مِثْلَ أحُد ذَهَبا مَا أَدْرَكَ مُدّ أحَدِهِم، وَلا نَصِيفَه » (مسلم)

وقد وقعَ بين عُبيد الله بن عمر ، وبين المقداد كلام ؛ فشتمَ عُبيد الله المقداد ، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (علي بالَحداد أقطع لسانَه لا يجترئُ أحد بعدَه فيشتم أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) . أخرجه اللالكائي في « شرح أصول اعتقاد أهل السنة »


هل من ميزة لهم رضوان الله تعالى عليهم ؟
وأَهل السنة والجماعة : يعتقدون بأن الصحابة معصومون في جماعتهم من الخطأ ، وأما أَفرادهم فغير معصومين ، والعصمة عند أَهل السُّنة من الله تعالى لمن يصطفي من رسله في التبليغ ، وأَن الله تعالى حفظ مجموع الأمة عن الخطأ ؛ لا الأَفراد .
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « إِنَ الله لَا يَجْمَعُ أمَّتِي عَلَى ضَلاَلة وَيَدُ اللهِ مع الجماعَة » (3)
وأَهل السُّنَّة والجماعة :

يعتقدون بأن الصحابة الأَربعة : أَبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليا - رضي الله عنهم- هم خير هذه الأمة بعد نبيِّها- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وهم الخلفاء الراشدون المهديّون على الترتيب ، وهم مبشرون بالجنة ، وفيهم كانت خلافة النبوة ثلاثين عاما مع خلافة الحسن بن علي رضي الله عنهم ، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم - : « الخلاَفة في أمتِي ثَلاثُونَ سنة ؛ ثُمَ مُلك بَعْدَ ذَلِكَ » (متفق علية )
ويفضلون بقية العشرة المبشرين بالجنة الذين سماهم رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وهم : طلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، وسعد بن أبي وقاص ، وسعيد بن زيد ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأَبو عبيدة بن الجراح أَمين هذه الأُمَّة رضي الله عنهم أَجمعين ، ثم أَهل بدر ، ثمَّ أَهل الشجرة أَهل بيعة الرضوان ، ثمَّ سائر الصحابة رضي الله عنهم ؛ فمن أَحبهم ودعا لهم ورعى حقهم وعرف فضلهم كان من الفائزين ، ومن أَبغضهم وسبهم فهو من الهالكين .


3-وأَهل السنة والجماعة :

يحبونَ أَهلَ بيتِ النبي ؛ عملا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : « أذَكِّرُكُمُ اللهَ في أَهْلِ بَيْتِي ، أذَكِّرُكُم اللهَ في أَهْلِ بَيْتِي » (مسلم )

وقوله : « إِن اللهَ اصْطَفى بَنِي إِسمَاعِيل ، وَاصْطَفى مِنْ بَني إِسْماعيل كنانَةَ وَاصطَفى مِنْ كنانَةَ قُريْشا ، وَاصْطَفى منْ قُريْشٍ بني هَاشِم وَاصْطَفاني مِنْ بَني هاشم » . (مسلم )
ومن أَهل بيته أَزواجه- رضي الله عنهُن- وهن أُمهات المؤمنين بنص القرآن ، كما قال الله تبارك وتعالى :
{ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا }{ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }


فمنهن : خديجة بنت خويلد ، وعائشة بنت أَبي بكر ، وحفصة بنت عمر بن الخطاب ، وأُم حبيبة بنت أَبي سفيان ، وأُم سلمة بنت أَبي أُمية بن المغيرة ، وسودة بنت زمعة بن قيس ، وزينب بنت جحش ، وميمونة بنت الحارث ، وجويرية بنت الحارث بن أَبي ضرار ، وصفية بنت حيي بن أَخطب .
ويعتقدون أَنهنَّ مطهرات مبرآت من كلِّ سوء ، وهن زوجاته في الدنيا والآخرة ؛ رضي الله عنهن أَجمعين .
ويرون أَن أَفضلهن خديجة بنت خويلد ، وعائشة الصديقة بنت الصديق التي بَرأها الله في كتابه العزيز ؛ فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر ، قال النبي صلى عليه وعلى آله وسلم : « فَضْلُ عائِشَةَ عَلَى النساءِ كَفَضْلِ الثَّريدِ عَلَى سَائِر الطعام » (البخاري )




 توقيع : سراج منير

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 
 
إضافة رد



جديد مواضيع قسم رحيق الإسلام
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق أرسل هذا الموضوع إلى صديق
ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 08:01 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.