10-21-2016
|
|
العزيزة ميلينا ،
الآن، المطر الذي أستمر في هطوله يومين و ليلة قد توقف، و رغم أن ذلك سيكون للوقت الحاضر فقط، لكنها مناسبة تستحق الاحتفال، و هذا ما أفعله بالكتابة إليكِ.
في واقع الأمر، و على الرغم من أن المطر يمكن احتماله لغريب هنا منذ فترة قصيرة – بالكاد يكون غريبا- لكنه منعشُ للقلب.
أنتِ أيضًا، إن كان انطباعي عنكِ صحيحًا ـ اجتماع قصير ، مَعْزُول، و نصف صامت لا يمكن أن يكون منهكًا ليطفو في ذاكرة أحد ـ قد استمتعت كونكِ غريبة في فيينا ، على الرغم من خفوت ذلك بسبب الظروف العامة ، لكن ألا تستمتعين بالغربة في حد ذاتها ؟ (و إن كانت تلك إشارة سيئة لا ينبغي حدوثها).
أعيش هنا بشكلٍ يولي إهتمامًا لذلك الجسد الذي بالكاد يستطيع النهوض، شرفة غرفتي تشرف في أسفلها على حديقة محاطة بشجيرات مزهرة و شديدة النمو (النباتات هنا في منتهى الغرابة ، ففي حين يُجمّد طقس براغ البركة فعليًا، تتفتح الأزهار ببطء أمام شرفتي)، و في نفس الوقت تقوم السحالي و الطيور بالتعرض إلى أشعة الشمس بجسدها كاملاً - أو بالأحرى إلى السماء الملبدة بالغيوم حتى أعماقها ، إذ شارف أسبوع على ذاك- و أزواجًا غير منسجمة مع بعضها البعض كذلك. كم أتمنى كثيرًا لو تكونين في ميران. مؤخرًا كتبتِ عن كونكِ لا تستطيعين التنفس ؛ في هذا صورة الكلمة و معناها متقاربين ، و في ميران يمكن لكليهما أن يكونا أخف وطئًا.
ألطف التحايا
صديقكِ كافكا
|