01-04-2020
|
#16
|
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
|
رقم العضوية : 1217
|
|
تاريخ التسجيل : Jun 2019
|
|
العمر : 53
|
|
أخر زيارة : 07-28-2025 (04:48 PM)
|
|
المشاركات :
4,995 [
+
] |
|
التقييم : 1983
|
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
بسم الله أبدأ ..
تدخل الشخصيتان " هايدي " و " مادلين " إلى قاعة المسرح، لمشاهدة التحضيرات للحفل الموسيقي، ومقطوعة الفصول الأربعة لا زالت تعصف في ذهن الشخصية " هايدي " وارتباطها بالغائب " مارك ".
يقطع شرودها صوت الشخصية ( لولي ) / ( لوليتا ) وجملتها " جاءت/ أتت أمي " ..!
الساردة هنا وفي هذه الفقرة تحديداً ، بدأت بمعالجة ناجحة للحبكة المنفصلة، من خلال تجميع الشخصيات، والتقائهم ببعض .. من خلال هذه الجملة.
يتوقف العزف الخارجي للشخصيات، ويبدأ العزف الداخلي لها، وهي تلك المشاعر المتدفقة، في داخل الشخصيتان " هايدي " و " مارك " في سمفونية رائعة أجادت الساردة عزفها على أفئدة المتلقي، لتحشد تعاطف، وتفاعل القارىء معها لحظة اللقاء .. وهي ما نسميها لحظة ( التنوير ) / انفراج العقدة .
يتم التعريف بهوية الشخصية ( لوليتا ) أمام " مارك " على أنها ابنة الشخصية " هايدي " في مفاجأة رائعة للقارىء، وتبدأ الإجابات تتدفق لكل سؤال في ذهنه.
ليتم التعريف بهوية الشخصية ( لورانس ) على أنها ابنة الشخصية " مادلين " .. ليصدق حدس القارىء وتساؤله في السابق .
تنتهي التدريبات، ويجتمع الجميع في مشهد عائلي رائع في منزل الشخصية " هايدي "
ولأن القاصة ا. عذبة متمكنة من أدواتها القصصية، فإنها وظفت الجمل الحوارية كأحسن ما يكون ، في تعريف القارىء بأن الشخصية ( لوليتا ) هي ابنة زوجها السابق، وبانها لم تنجب، وهذا سبب قوي ومقنع لطريقة تعاملها مع الشخصية " مارك " في الطفولة. أهنئكِ
جمل الشخصية " مادلين " جاءت لتؤكد تغير وتأثر شخصيتها، بعد الحادث، ورؤية أخطاء الماضي متجسدة في طيش ابنتها ( لورانس ) / المقارنة.
وبعد لحظة التنوير، تأتي الخاتمة التي اختارتها القاصة، كأننا نشاهد نهاية فيلم جميل ورائع، وقد اختارت القاصة سرد النهاية على شكل إضاءات ، وبقفزات زمنية رائعة، وتحديد مصير كل شخصية ..
الشخصية " مارك "
أصبح ملحناً وقائد " اوركسترا " مشهور ، وألف سيمفونية أسماها " ماما هايدي " .
الشخصية " هايدي "
تقاعدت عن التدريس، واحتفلت المدرسة بها، ولا تزال علاقتها بـ " مارك " حتى هذا الوقت .
لتختم القاصة المبدعة قصتها الطويلة ( الفصول الأربعة ) بخطاب " مارك " أمام المدرسين في حفل تكريم الشخصية " هايدي " ، وليتقدم الراوي / الساردة على الراوي العليم للمرة الاخيرة، من خلال هذا الخطاب، والتي أرادت القاصة أن تعبر عن ما بداخلها، وتبعث بالأمل في قلوب القراء جميعاً ، مع جملتها الاخيرة
( حياتنا تماماً كالفصول الأربعة ) لتؤكد سبب اختيارها للعنوان ، وهو ما بقي لنتحدث عنه في هذا التحليل الكامل للقصة الرائعة .
ختاماً :
أ. عذبة المشاعر
أود ان اهنئكِ على هذا العمل الادبي الكبير، والذي قضيت برفقته قرابة خمس ساعات متفرقة ، بين قراءة وتحليل ادق تفاصيله، محاولاً إسقاط أساسيات القص على كل فقرة منه، وارجو ان اكون قد وفقت في هذا التحليل والنقد.
هذا النص يقدم لي أمرين
أولهما : قاصة متمكنة من أدواتها جداً، وتعرف كيف تربط الأحداث بالشخصيات، وتطوير الحبكة، وسببية الحدث، وصولاً للنهاية بكل مهارة .
وثانيهما : مشروع روائية مستقبلية ورائعة، وسوف يكون لها مستقبل باهر في عالم الرواية بإذن الله، إذا استمرت بالكتابة بمثل هذا الشغف والحب الذي وجدته هنا .
شكراً لكِ أ. عذبة على هذا العمل الادبي الرائع
كل التحية
عدي بلال
( هارب )
|
|
|
ولعل ما تخشاه ليس بكائنٍ ... ولعل ما ترجوه سوف يكونُ
التعديل الأخير تم بواسطة عدي بلال ; 01-04-2020 الساعة 10:25 AM
|