04-14-2019
|
|
لِما كُل هذا الغباء ؟!
اعترافات انثى تمعِنْ في الغباء
حين جاءني صوتك عبر الهاتف
ذلك المساء …
مسكوناً بالبراءة و الحياء
مُحمَّلاً بأشواقِ …
و أشعارِ …
و كلامِ كريم
فيه سخاء
و ضحكِ خفيف الظِلِ
و لا إكتفاء
و دموع فيها حنان
و لا بُكَاء
و كإن رنين حروفك لَحْن
جاء إليّ من أعماقِ السماء
تسائلتُ …
كيف لجاهِله مثلي أن تبعثِر أيام عُمرِهِا القصير
بعيداً عنك ؟
و كيف لغافله وحيده مثلي أن تقضي يوماً واحِداً
بعيداً عن نصف جسدها
و نصف روحها
و نصف تفاصيل أيامِها البسيطة ؟
و كيف لتائِهه مثلي
أن تظل هائمه على الأرصفة
بالقربِ من بيتِ العائلة
و قد فقدت الذاكرة
وفقد ت الطريق
و فقدت - حتى - رقم الحافلة
كيف لضائعه مثلي
أن تتكلم بنصف الكلام
و تبتسم نِصْفَ إبتسام
و لا تَخْرُج الضحكة مِنْها
إلا مخنوقة كالدموعِ و قت الخِصام
أيهاالقريب مني كأنفاسي
و البعيدعني كفنار
تحجبه أنفاس الضباب
و تُغازِلُ أضوائهُ الخافتة
عيون المراكِب البعيدة
أيها الحاضر المُسافر
الساكن و الراحل
المزروع تحت جلد صدري
كمُنَظِم لضرباتِ القلب
و الغائص في جسدي
إلى حد التلاشي
كشوكةِ تؤلم من يلمسها
و لكن في إدمانُها عذابُ جميل
حين جائني صوتُك عبر الهاتِف
ذَلِكَ المساء…
تسائَلتُ …
لِما كُل هذا الغباء ؟!
|