10-17-2017
|
|
رسائل خاصة جدا الى صديق

صديقي العزيز ...
دموعي تشتاق إليك ... وتدين لك بقسم الاحترام ... والامتنان ...
دموعي تحترمك لانك احترمتها ولم تستخف بأسبابها .. وتشعر بالامتنان لك لانك آمنت بصدقها ...
فقط أود أن أناقش معك أمر دموعي الطليقة ودموعك الحبيسة ؟؟!! ...
لقد اتفقنا على صدق هذه القطرات المالحة وقدرتها البليغة في التعبير عن أوجاعنا الصغيرة والكبيرة ...
ويوم رأيت دموعي تترى أمامك باندفاع ... لم تنزعج ... لم ترتبك ...
بل شع منك بريق التفهم وأنت ترقب حزني يسيل من مقلتي ...
و لمحت لمعة تعاطف حبيسة في عينيك قمعتها أنت بكل حزم واعدتها إلى مخبأها قبل أن تتشكل وتسيل ...
لحظتها داهمني سؤال حائر ...
لماذا يخاف الرجل البكاء ؟؟!! ...
فكرت قليلاً ... ثم أعدت صياغة سؤالي ...
لماذا يخاف الرجل البكاء أمام المرأة ؟؟؟
لماذا يتعامل مع دموعه كأنها عار يجب إخفاؤه ؟؟!!...
لماذا يظن أنها علامة ضعف ؟؟!! ...
لماذا يظن أنها وصمة قد تصنفه ضمن خانة معينة ؟؟ ...
يا صديقي ... دموعنا سواء أن كنا نساء أم رجال ... كبار أم صغار ... هي نعمة من الخالق ...
هبة منحنا إياها ... وسيلة نتحرر بها من عبء المشاعر المتراكمة و الأحاسيس التي تكتم أنفاسنا ...
دموعنا في اغلب الأوقات تكون رسول صامت يعبر عن غبن اعترانا ... أو ظلم حاق بنا ... أو حزن احتل خلايانا ..
وفي بعض الأوقات تصبح دموعنا رسول فرح أعجزته الكلمات ...
فلماذا نغتال الرسول ؟؟!!
حاشية الرسالة :
يا صديقي ... تمر علينا لحظات تصبح فيها الدموع هي المتنفس والملجأ وفتيل الأمان ....
تكون دليل إنسانيتنا وتفاعلنا بما يحدث حولنا بغض النظر عن تصنيف الجنس ...
فأنت تعاني كما أعاني ... ولك الحق في أن تعبر عن معاناتك بنفس الاسلوب ...
لذلك لا تعتاد على سكب دموعك إلى الداخل ... حتى لا يحرق ملحها روحك ويزيد جروحك إيلاماً ...
من وقت لآخر حررها من قيودها ... حتى ولو سراً ...
من وقت لآخر ... اكرم وفادة الرسول ...

سناء جعفر
|