منتديات قلب فلسطين - عرض مشاركة واحدة - الفصول الأربعه .. ( قصه قصيره )، بقلمي
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2020   #11


الصورة الرمزية عدي بلال
عدي بلال غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1217
 تاريخ التسجيل :  Jun 2019
 العمر : 53
 أخر زيارة : 07-28-2025 (04:48 PM)
 المشاركات : 4,995 [ + ]
 التقييم :  1983
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



بسم الله أبدأ ..

تقبل الشخصية " هايدي " هدية " مارك "، سلسال بحروف اسم مدرسته، وقلب مكتوب عليه " أمي " لتؤكد القاصة عمق تأثيرها على الشخصية " مارك " ، يودعان بعضهما البعض، على امل اللقاء ذات يوم .

رغم نجاح الشخصية " مارك " في مراحله الدراسية التالية، بقي في داخله عنصر الاحتياج للأم، والذي عوضه وجود الشخصية " هايدي " في مرحلة عمرية ..
وقفزة زمنية حتى دخول الشخصية " مارك " معهد الموسيقى ( تحقيق الحلم ) ، في مسقط رأسه، ويسكن في سكن الطلاب.

هذه القفزة الزمنية، حولت الحبكة من متصلة إلى منفصلة، بمعنى ..
أن عدسة القاص انتقلت إلى زمن آخر، ومكان آخر ، فهل ستجتمع خيوط الشخصيات حتى يتحقق شرط ( الحبكة المنفصلة ) .. ؟ ننتظر ونرى ..

ظهور أول للشخصية ( لوليتا ) / ( لولي ) ،صديقة في المعهد ،ويتم التعريف عن هذه الشخصية تسكن مع والدتها ، والدها متوفي .

تعمق القاصة مدى تأثير غياب الأم التام عند الشخصية " مارك " ، وتؤكد على اهمال الأب في الرعاية، واكتفائه بتقديم المال فقط لـ " مارك " ، وذلك لحشد التعاطف عند القارىء للشخصية " مارك " ، من خلال المونولوج الداخلي للشخصية، وطرح الأسئلة في داخله عن الشخصية " هايدي " / الام البديلة في نظره .

تفتعل القاصة موقف الحديث مع النفس بصوت عال للشخصية " مارك " أمام الشخصية " لوليتا " / لولي الصديقة الحميمة . التي برغم قربها منه، لم يشأ أن يفصح لها عن طبيعة علاقته مع والدته، واكتفى باخبارها بأن " هايدي " هي مدرسة سابقة له في المرحلة الابتدائية.
( تعميق التأثير في داخله عند القارىء ) .. اجدتِ وأبدعتِ في افتعال الموقف أ. عذبة ..

ظهور اول للشخصية ( لورانس ) وتعريف القاصة لها
( شخصية تتابع الموضة، تضحك بصوتٍ عال، تبرج شديد، ضحك وقهقهة )
هذا التعريف أرادت به القاصة أن يعرف القارىء إلى أي فئة تنتمي هذه الشخصية/ اللامبالاة.

يشعر حينها القارىء بان هذه الشخصية قد سبق له أن رآها .. نعم الشخصية " مادلين ".
والتي كان دورها ثانوياً حتى هذه اللحظة .

تفتعل القاصة موقف كافتريا الجامعة / تقصدين المعهد
وسخرية الشخصية ( لورانس ) من الشخصية ( لولي ) من خلال جملتها الحوارية
( هل والدكِ سيساعدكِ بوظيفة مرموقة في السلك التعليمي ..؟ )

الجمل الحوارية هذه كانت في محلها، وموفقة جداً لكشف هوية الشخصية ( لولي ) والتي لم تعرفها القاصة ، ليخرج القارىء بعدها بهذا التعريف
( والدها متوفي، والدتي تساعدني ، والدتي معلمة موسيقى، وضعها المادي فقير ، تكره روتين التدريس " استقلال الشخصية وعدم استنساخها من والدتها )

ولم تكتفي القاصة بهذا التعريف عن الشخصية ( لولي ) بل استفادت منه بالتعريف عن بعض جوانب الشخصية ( لورانس ) ..
( والدتها مدرسة موسيقى ، والدها له سلطة لتعيينها كما عين والدتها )

قاصة متمكنة من أدواتها .. وأشهد .

تدخل الشخصية " مارك " من خلال جملته " بقي سنة واحدة للتخرج " جاء ليحدد عنصر الزمن من جهة ، ومن جهة أخرى اكدت على رغبة الشخصية " مارك " في تحقيق حلمه في التفوق/ من خلال تدريسه للأطفال الموسيقى.

استفادت القاصة أيضاً من هذه الحوارية، وألقت بمفتاح يلتقطه القارىء أثناء القراءة وهو ..
( والدة الشخصية لولي تفرغت للتدريس ، وتركت مهمة تعليم الموسيقى للأطفال لابنتها ، كما كانت تفعل هي في السابق والقارىء فطن ..

وقفة 3 :

إن الجمل الحوارية في أي نص ادبي، يجب توظيفها بشكل سليم، وتوظيفها لأيصال معنى أو معلومة عن الشخوص / أو البيئة المكانية / أو الزمانية / أو تمهيد للقادم / أو تبرير لحدث سابق .

وهنا كانت القاصة بارعة جداً في الاستفادة من هذه الجمل الحوارية .. أحسنتِ بل وأجدتِ



قفزة زمنية أخرى ، وتنتهي السنة الدراسية الاخيرة، مشروع التخرج هو أن يجتمع العازفون ليؤدي كل منهم عزفه على آلته التي يتقنها ، في تناغم ، والمكان هو المركز الذي يعمل به الشخصية ( مارك ) .



واقتراح الشخصية ( لولي ) على الشخصية ( مارك ) / مساعدة والدتها لهما ، جاء بعد التمهيد الموفق من القاصة لخلفية طبيعة عمل والدتها ..
( ربط الشخصيات ، لتحقيق الحبكة المفككة ) .

راقت لي هذه العبارة جداً
( لم تعلم " هيادي " ما سبب فرحتها بذلك الصباح الرمادي الكئيب )
شعور الام البديلة .. إلى آخر الجزئية ..

في هذه الجزئية ..
قامت الساردة بإضاءات على خلفية حياة الشخصية " هايدي " ، ولم تكن قد أفصحت عنها في سابق السرد ..
( موت والدها في الصغر/ زواج والدتها وإهمالها " ربط طفولتها مع طفلوة الشخصية " مارك " ، سبب التعاطف / ظلم زوج الام / التفرقة في المعاملة مع أخوانها واخواتها غير الشقيقات/ معاملة الام السيئة لها كانها عبئ عليها )

هذه الإضاءات كانت مساندة لدعم سبب التعاطف مع الشخصية " مارك "
وأقترح أن تكون هذه الجزئية في بداية السرد، وتحديداً حين طالعت الشخصية " هايدي " ملف الشخصية " مارك " .

تكبر الشخصية " هايدي " وكبر معها حبها للأطفال ..

وقفة 4 :

تصعيد الحدث ( حالة الفقد التي بين الشخصيتين " هايدي " و " مارك " ) تصل إلى الذروة / العقدة مع ارتيادها الحافلة متوجهة إلى الحفل الموسيقي التي دعتها إليه ابنتها " لولي " )

والمونولوج الداخلي للشخصية " هايدي " في الحافلة كان رائعاً .. أهنئكِ


تصل الحافلة إلى المحطة، والمطر غزير، تصادف سيارة الشخصية " مادلين " زميلتها في العمل منذ سنين.

في هذه الجزئية ..
قامت الساردة في إحداث منعطف كبير في طبيعة الشخصية " مادلين " من حيث السرد، ونقلتها من مجرد شخصية ثانوية في البداية إلى شخصية رئيسة ، والسبب هو تأثر وتغير هذه الشخصية إلى النقيض، بسبب حادث مروع، غير طريقة تفكيره، وطريقة تعاملها مع من حولها، كما أشارت الساردة ..

هذه الجملة على لسان الشخصية " هايدي "
( هل يجب أن يصل الإنسان لمرحلة الموت كي يتغير ويصبح أكثر إنسانية )

كما ذكرت سابقاً ، هو تدخل الراوي، ثم انسحابه خلف الراوي العليم بعدها مباشرةً .

إن من يتقن هذا التدخل هو قاص يعرف ادواته جيداً .. اهنئكِ أ. عذبة .


في هذه الجزئية أيضاً ..
تنقل الساردة وبمهارة عالية جداً، دون إفصاح للمتلقي، صفات ابنة الشخصية " مادلين " ترف ودلال ، كانها تشبه أمها في السابق، لتعصف في ذهن القارىء سؤالاً .. هل تكون الشخصية ( لورانس ) هي ابنتها ..؟!

هذا العصف الذهني يحسب للقاصة .. أهنئكِ

دقات قلب المتلقي تزداد ، ويريد أن يعرف أجوبة لتساؤلاته التي بدأت تتراكم، في انتظار لحظة التنوير / الانفراج .

تدخل الشخصيتان إلى الحفلة الموسيقية، مع مقطوعة الفصول الاربعة، والتي كان يحبها الشخصية " مارك " في تأجج تصاعدي للحدث، وحبس الانفاس ..
( ربط المقطوعة بـ " مارك " )

أتوقف عند هذه الجزيئة ..
لأكمل غداً ما بدأته إن شاء الله ..

كل التحية ..


 
 توقيع : عدي بلال

ولعل ما تخشاه ليس بكائنٍ ... ولعل ما ترجوه سوف يكونُ


رد مع اقتباس