المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ككتآاب المعلمين !!


غمرة
10-05-2017, 09:10 AM
ككتآاب المعلمين !!



كتبَ الجاحِظُ كتاباً في المعلمين ، وجمعَ فيه نوادِرهم وحماقاتِهم وما هم عليه في مقارعةِ الصِّبيان ، ثمَّ بدا له بعد ذلك أَن يمزِّقَ ما كتبَ
وحدثَ أَنَّه أتى الكُوفة فرأى مُعلماً حسنُ الهيئةِ ، فسلَّم عليه فهشَّ المعلِّم له وبشَّ ، وردَّ عليه كأحسن ما يكونُ ردُّ السَّلام .
ثمِّ إنَّ الجاحظَ باحثَه في القرآنِ وأسبابِ النُّزول وفي المختلفِ والمتشَابه فوجده عارفاً حاذقاً ،
ثمَّ ناقشَه في الفقهِ والنَّحوِ فكانَ فيهما على خيرِ وجهٍ ،
وتجاذبا أطرافَ الحديثِ في اللُّغةِ وأشعار العربِ فإذا المعلم كاملُ الأدبِ فازدادَ الجاحظُ قناعةً في أن يعدِلَ عمَّا كتب
وترددَ على المعلمِ أياماً يأنسُ بحديثِه ، ثم حدثَ أنّ الجاحظَ أتى الكُتَّاب ذاتَ صباحٍ فوجده مُغلقاً ،
فسأل عن السبب فقيلَ له : لقد ماتَ للمعلمِ مَيْتٌ ، فحزنَ عليه وجلسَ في بيتِه للعزاءِ ،
فقصدَ الجاحظُ دارَ المعلمِ ، ودنَا منه ، وخفف عنه ، مُذكِّراً إياه أنَّ الموتَ كأسٌ وكلُّ الناسِ ذائِقه ، ثم سألَه عن صلتِه بالميْتِ :ـ
أهوَ والدك ؟ فأجاب المعلم لا
فأخوك ؟ فقال لا
فزوجك ؟ فقال لا
فقال الجاحظ إذا ما هو منكَ ؟ فقال : حبيبتي
حينها هدَّأ الجاحظُ خاطره وقال له : إنَّ النِّساءَ كثيرٌ وستجدُ غيرهَا
فقالَ المعلم وهل تظنُّ أنِّي رأيتها ؟! فقال له الجاحظُ : وكيف عشقتَ ولم ترَ ؟
فقال كنتُ منذ أيام جالساً قرب النَّافذةِ فمرَّ رجلٌ وأنشدَ :ـ
يا أُمَّ عمرو جزاكِ اللهُ مكرمةً
ردِّي عليَّ فؤادي كالذي كانَا
لا تأخذين فؤادي تلعبين به
فكيفَ يلعبُ بالانسانِ إنسَانا
فقلتُ في نفسِي لوْ لمْ تكُنْ أمُّ عمرو أَجملَ نسَاءِ الأَرضِ ما قال صاحبنا هذا فيها
فعشقتها ، ثم مضتْ أيامٌ وجاءَ نفسُ الرَّجلِ منشداً :ـ
لقد ذهبَ الحمارُ بأمِّ عمرُو
فلا رجِعَتْ ولا رجعَ الحِِمارُ
فعلمتُ أنَّها ماتتْ ، فأغلقتُ الكتَّابَ وجلستُ للعزاءِ
حينها قالَ له الجاحظ : حينَ رأيتك كنتُ قد عزمتُ على تقطيعِ كتابِ المعلمينَ ، أما الآنَ فإنكَ أَوَّل من أبدأ به

هل كان حباً
10-05-2017, 01:02 PM
هههههه
نادرة حلوة من نوادر الجاحظ
مشكورة على الإدراج
تحياتي لك

حنين الروح
10-05-2017, 02:04 PM
ههههه لا حلوة والله
طرائف العرب قديماً كانت رائعة ورغم فكاهيتها الا انه لها معنى وعبر

يعطيكِ العافية ع طرحك المميز
يسلم فكرك

الصياد
10-06-2017, 03:27 PM
هههه النوادر القديمة حلوة كثير ،
وذات معنى مش مثل هالايام بتكون للضحك مش اكثر ،
حبيت القصة يعطيك العافية لانتقائها ..

خَمْر أيلول
10-06-2017, 03:36 PM
هههههههه

حلوة هاي

يسسلمو خيبة