04-20-2025
|
|
|
|
|
|
لوني المفضل
Black
|
|
رقم العضوية : 1 |
|
تاريخ التسجيل : Mar 2006 |
|
فترة الأقامة : 7178 يوم |
|
أخر زيارة : منذ 3 يوم (12:59 AM) |
|
الإقامة : فلسطين |
|
المشاركات :
78,411 [
+
]
|
|
التقييم :
9775 |
معدل التقييم :
           |
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
المطلوب وقف الحرب الدائم والانسحاب الكامل
المطلوب وقف الحرب الدائم والانسحاب الكامل
بقلم إبراهيم المدهون
تتحرك وفود حركة حماس إلى القاهرة في لحظة سياسية مفصلية، حيث تُدار معركة من نوع مختلف، لا تقلّ شراسة عن المعركة العسكرية. لم تعد الاجتماعات تُقرأ من زاوية دبلوماسية بحتة، بل أصبحت جزءاً من الصراع نفسه، تحاول من خلالها الحركة فرض شروط إنهاء العدوان بشكل كامل، وليس تدوير الأزمة أو تجميدها مؤقتاً.
الموقف الذي تحمله الحركة واضح، ثابت ومتين: لا وقف جزئي، لا تهدئة محدودة، لا مقايضة تحت الضغط. المطلوب انسحاب شامل للاحتلال من قطاع غزة، ووقف فوري وكامل للعدوان، وترتيب مسار إعادة الإعمار تحت رعاية وضمانات عربية، وفي مقدمتها مصر، بما يضمن كرامة وحقوق الشعب الفلسطيني.
الاحتلال ومعه الإعلام الموجّه يروّجون لمقترح جديد بصيغة "الأسرى مقابل الهدوء" دون وقف شامل للعدوان. بالتوازي، يصعّد العدو على الأرض بتوسيع التهجير والقصف لفرض ضغط مزدوج. لكن قرار المقاومة واضح: لا عودة للتهدئة المؤقتة، ولا تفاوض دون وقف العدوان وصفقة شاملة تحفظ كرامة شعبنا.
هذا هو جوهر الموقف: مقاومة واعية تدرك ألاعيب الاحتلال الإعلامية والميدانية، وتُصرّ على أن يكون أي اتفاق سياسي عنوانه إنهاء الحرب لا إدارتها، وخلاص القطاع لا إعادة تدويره في دوامة القتل والمعاناة.
رغم أن حماس لم تتسلم حتى اللحظة الصيغة الرسمية للمقترح المصري، فإنها تتابع التفاصيل عن كثب، وتقرأ مواقف الاحتلال الذي لم يُبدِ قبولاً ولا رفضاً، في محاولة مكشوفة لإبقاء الأمور في المنطقة الرمادية. لكن هذه المنطقة، التي كثيراً ما راوغت بها حكومة نتنياهو، لم تعد صالحة للاستخدام أمام حجم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
أي طرح لا يشمل وقفاً شاملاً، وآليات انسحاب حقيقية، وضمانات إنسانية عاجلة، لن يحظى بأي تجاوب. أما صفقات التبادل، فحماس مستعدة لإبداء مرونة كبيرة في صياغتها، شريطة أن تكون جزءاً من اتفاق كامل، لا مجرد ورقة ضغط لشراء الوقت أو التهدئة.
المطلوب اليوم ليس فقط مقترحات، بل إرادة دولية واضحة، ودور عربي شجاع قادر على كبح جماح الاحتلال، وإجباره على إنهاء عدوانه وجرائمه. ففي السياسة كما في الميدان، المعركة لم تنتهِ بعد، لكن معادلاتها تتغير، ومعها تتغير اللغة والخطوط الحمراء.
|