في غزة

في غزة
أبراجٌ سكنية تتحطم
ومراكز صحية ومدارس تُهدم
ومساجد وكنائس تُقصف
حتى قط الحارة مُستهدف !
واشلاءٌ تتطاير كحجم العصفور !
ترى طفلاً يخرجُ من تحتَ الركامِ
باكياً مذعور !
وبقية عائلته جُثثٌ ممدودة
ودِمائها فوقَ الحجارةِ منثور !
وترى طفلاً بلى رأس
ورضيعٌ بطنه مفجور !
وترى امرأةٌ تنفض الغبار
عن ثيابها تصرخ
اولادي ماتوا جائعين ،
تجلس وتلطم وتبكي
تركض وتذهب وتأتي
لا تعرف وجهتها أين تدور !
وترى طفلاً ناجياً
أنفاسهُ مقطوعه
وضلعه مكسور !
يروي لنا قصتهُ مع أخيه
كانَ بين الحجارةِ محشور !
وترى طفلاً يُساعد أخيه
على نطق الشهادتين
بقلبٍ صَبور !
وترى رجلٌ يحملُ أشلاءَ
ابنائه في كيساً متجهاً
نحو القبور !
وترى بعد الأنفجار
جُثثٌ بلى أقدام ،
وبعضها بلى ذراع ،
ومنها رأسٌ محفور !
في غزة
مشَاهدٌ تَحبسُ الأنفاسُ
وتُفجر الصدور !
يا زعماء العرب ،
يا سادة هذا الزمان ،
في غزة
ينتظرون الموت
على الطابور !
يا سلاطين هذا المكان ،
يا حُماة الأوطان ،
كذلك خطابكم مُنذ عصور !
شجب وتنديد واستنكار
وكلماتٌ بلى معنى ولا حضور !
أين سلاحكم ؟ لا ، كَبيرةٌ جدا ..!
أين كلمتكم ، أين شجاعتكم ،
أين زعامتكم ، اين سُلتطكم ،
أين كرامتكم وقافلات التموينِ
ممنوعه من العبور !
يا أصحاب الهامات العالية ،
يا فخامة الرئيس ، يا سيادة الوزير
لا ، بل يا أذناب امريكا
وكلبها المسعور ،!
يا جنرالات العرب ، وعُمداء الجيوش
يا أصحاب الفخامة والزعامه
سَيكتبكم التاريخ في مزبلته
ما كنتم إلا خَدمٌ وعبدٌ مأمور ،!
ما كنتم إلا مُنبطحين وراكعين
لا قيمة لكم ولا سيادة لكم
وجُهدكم ما كانَ إلا رضاء
أمريكا لعها تشرب معكم كأسً
من الخمور !
وما كنتم في وطنكم
إلا أصحابَ الدولارات
والفساد والفجور !
عارً عليكم ألف مرة
فغزة لن تحتاجكم مرة
ستبقى دائماً حُره
وطوفان الأقصى
نارً ونور ...!