الوطن !

الوطن ليس مجرد احجار وابنيه وشجر على أمتداد البصر
الوطن كرامه وعزه وهداة بال
فكلما جرد الأنسان من كرامته بفعل الجوع والمرض وأنعدام الأمن
كلما ضعفت علاقته بالوطن ومجتمعه . وقد أدرك اعداء أمتنا هذه الحقيقه
فوجهوا عملائهم من قادة المجتمعات العربيه المأجورين
ليمارسوا القهر والتجويع والتجهيل بحق أنسانهم
فسلبوا ثروات الوطن وعذبوا ونكلوا بأفراده دون رحمه أو شفقه
ليحافظوا على أمتيازاتهم وليستمر نهبهم لثروات الوطن .
وهذا ما يفسر نشوء الجماعات المتطرفه التي تقاتل لتحقيق
مصالحها الفؤيه والحزبيه والطائفيه والمذهبيه
غير عابئه بما يحدث للمجتمع من تمزيق . وأستنزاف لقواه وثرواته .
فبدلاً من أستثمار طاقات شباب المجتمع في الأنتاج الزراعي والصناعي
تم الدفع بهذه الطاقات لتكون وقوداً لمعارك دمويه
المستفيد الأول منها هم اولئك المجرمون المحسوبون على مجتمعاتهم كقاده سياسيين
همهم الأول مشاركة الأنظمىه السياسيه الفاسده بأمتيازاتهم
فأذا تنازلت تلك الأنظمه عن بعض أمتيازاتها لأولئك القاده فأنهم يتوقفون
عن خوض المعارك تحت يافطة المصالحه الوطنيه . تلك المصالحه التي يجني ثمارها
اللصوص بينما يستمر الفقر والجوع والمرض ينهش أوصال المجتمع
لتبرز قيادات أخرى تسعى لأخذ حصتها من الكعكه .
وهكذا دواليك ليتحول الوطن الى كعكه تتنافس القيادات السياسيه
على أخذ الحصه الأكبر منها .
أما الشعوب الفقيره المغلوبه على أمرها فأنها تعيش حلم الشبع
والرفاهيه لتصبح جاهزه للوقوع في شباك السياسيين الثعالب
أملاً في تحقيق حلمهم بالشبع والرفاهيه ليصبحوا خرافاً في
حظائر السياسيين يقدمونهم قرابين على مذابح شهواتهم ورغباتهم .
هذه هي حقيقة الواقع العربي بكل أسف شعوب محطمه وأقتصاد منهار
وجهل وتخلف ومرض وثعالب من السياسيين يستغلون جوعهم وجهلهم
تاره بأسم الوطن وأخرى بأسم الدين ليجعلوا منهم قرابين شهواتهم ورغباتهم
الأنتماء للوطن والمجتمع يمزق وشائجه . الجوع والمرض والجهل .
فكيف نتوقع من جائع يموت أطفاله جوعاً ويفتك المرض بهم . أن يخلص للوطن
وهو يرى قادته تطعم كلابها حتى التخمه بينما يموت أطفاله جوعاً !!
أعلم أن هناك الكثير من الجهله ممن سيقرؤون مقالي حين أنشره في جرائد ورقيه بالواقع
سيلعنونني ويكيلوا لي ألاف التهم بأسم الوطن أو الدين
فهذا المقال من المحظورات في وطن يحكمه الثعالب
والقرود من الخليج الى المحيط
نلتقي في مقالاً أخر
أستودعكم الله