ستغدو حياتك أفضل مع السنن!

ستغدو حياتك أفضل مع السنن!

حقًّا إنَّ ما يُهوِّن الأمر على أنفسنا، هو بأنَّ الدُّنيا مُجرد حياة زائلة، ليس فيها دوام ولا خلود، ستتيقن في نهايةِ المطافِ بأنَّك ما كنت فيها إلا عابر طريق، وما هي إلا ممر لحياةِ الخلود، فإمَّا أن تسلك طريق الخير، وإمَّا أن تسلك طريق الشر، إنَّكَ وحدك مَنْ تحدِّد ذلك، لقد تكوَّرت في رحمِ أمك وحيدًا لأيامٍ وأشهرٍ طوال، وكذلك الحال عندما توافيك المنيَّة، فإنَّك ستغادر الدنيا لا محال، وستكون في بطن القبر وظلمته ووحشته وحيدًا أيضًا، حينها إما سيؤول حالك إلى فرحٍ وسرور، وإما إلى ترحٍ وشرور، لِذا أعيرونني سمع قلوبكم، فيما سأتقدم لكم به ناصحةً من قلبٍ مُحبٍ يتمنى لكم الخير كله، وسعادة الدارين.

- خصِّصُوا لكم وقتًا، ولو ربع ساعةٍ أو حتى عشر دقائقِ يوميًا للدعاءِ والاستغفار الكثير، فهما فرجٌ للهمومِ والغموم، وتزكيةٌ للقلوب، وشفاءٌ للصدور، ومخرجٌ وعافيةٌ من كلِّ بلاءٍ مشؤوم.

- اجعلوا لكم حظًّا ونصيبًا وافرًا من القرآن الكريم، ولو حتى صفحة واحدة يوميًا، كي لا يتراكم الصدأ والران على قلوبكم، وتكونوا عند الله من الذين هجروه، وما قدروه حق قدره.

- تصدَّقوا ولو بدرهمٍ واحد كلّ جمعةٍ، فالصدقة تُطفِئُ غضب الرب، وتُعوِّد النفس على الكرمِ والبذلِ والعطاء والقناعة، وتطهرها من الشُّح المذموم، والبخل الضغين، واعلموا دومًا بأنه ما نقص مال من صدقة، يبارك الله فيه ويزيده.

- إذا دعوتم الله، فاحرصوا على أن تشملوا بدعائِكم وتخصوا كل مسلمٍ ومسلمة، لتنالوا حظًّا عظيمًا من الأجر، حيثُ سيكون لك بكلِّ واحد منهم حسنة.

- احرصوا كل الحرص على قيام اللّيل ولو حتى ركعةً واحدةً قبل النوم، أو بعد صلاة العشاء مباشرةً، فقيام الليل هو شرف المؤمن، يهبكم الله به نورًا لا مثيل له، ولا يرد دعاءكم خائبين إذا ما دعوتم إياه.

- صوموا يومًا لله إذا ما كانت القدرة والعافية تواتي نفوسكم، فمن صام يومًا في سبيل الله، باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفًا.

- إذا أويتم إلى فراشكم، فكونوا على طهارةٍ تامَّة، أي ناموا على وضوء، فإن هناك ملك يستغفر لكم كلما تحركتم.

- لا تغفلوا ألسنتكم عن الذكر الكثير، فعندما تستيقظون احرصوا شديد الحرص على قراءةِ أذكار الصباح، وكذلك عندما يحين وقت المساء فاقرؤوا أذكار المساء، وعند النوم فاقرؤوا أذكار النوم، ولا تنسوا أن تحمدوا الله كثيرًا بأن رزقكم يومًا جديدًا تعيشونه.

- خصصوا وقتًا بسيطًا قبل النوم لقراءةِ سورة "الملك" فإنها المنجية من ظلمات القبر ووحشته، هي النور الذي ستأنسون به في ليالي الظلمة والوحدة.

- داوموا على ركعتيّ الضحى من كل يوم، فإنها صدقة عن كل مفصل في أجسادكم، ولا تنسوا بأن هذه الصلاة هي صلاة الأوابين إلى الله.

- أحسنوا الظن بربكم، فما أحسنت نفس الظن بربها، إلا وأتاها من الخير أشده وأكمله، ثم أحسنوا الظن بعباده المؤمنين، وتزوَّدوا فإنَّ خير الزادِ التقوى، فاتقوا الله.

- ابتسموا واستبشروا وانتظروا الخير، وقدموه دومًا مهما كثر الإسفاف، وخالقوا الناس بخلقٍ حسن، وادعوا الله بإخلاصٍ لا يخالجه الريبة والشك، ادعوه وأنتم موقنون بصدق الإجابة.

من كتابي "إنَّها تذكرة".