وقفات مع. سورة الكهف

وانت بتقرأ سورة الكهف بتقف دايماً عند آية (فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا)
بتستوقفك وتسأل نفسك هو ليه مرة قال اسطاعوا ومرة قال استطاعوا؟
- لغوياً في قاعدة بتقول "الزيادة في المبنى هي زيادة في المعنى"
وبناءاً عليه فرّق علماء اللغة بين تسطع ، وتستطع..
إستخدام الاولى بيكون في الحاجات الأهون أو الأقل مشقة..
اما لو زادت المشقة بتزوّد " تاء الثقل" في مبنى الكلمة دلالة على زيادة معنى المشقة.
لما نرجع للآية نلاقي إنها بتوصف حال يأجوج ومأجوج لما حاولوا يتجاوزوا الردم
عندهم حل من اتنين..
-يا إما انهم يتسلّقوه ويصعدوا عليه من فوق (يظهروه) ..
-أو يصنعوا فيه ثقب ، يثقبوا الحديد نفسه! (ينقبوه)
عملياً التسلّق أسهل ولا ثقب الحديد؟ .. أكيد التسلق.
عشان كده ربنا عبّر عن الأولى بـ اللفظ المُخفف "اسطاعوا" ، وعبّر عن التانية باللفط الأكثر بناءاً وبالتالي أقوى في المعنى وهو "استطاعوا"
_
المعجزة هنا لغوية بلاغية من الدرجة الأولى
احنا ناس مُتعلمة ومُثقفة وواخدة شهادات عالية ومع ذلك أغلبنا مايعرفش الفرق الدقيق ده بين الكلمتين
فلما يجي سيدنا النبي الأُمي بـ آيات فيها الكم ده من الدقة اللغوية في ربط الكلام بالمعنى! . ألفاظ دقيقة مايميّزهاش غير علماء اللغة! . يبقى ده بحد ذاته دليل على نبوته صلى الله عليه وسلم . دليل على إن القرآن مُنزّل من خالق المعاني اللي أرسل لنا الكتاب دقيق في كل كلمة . في كل حرف! .. حتى إضافة حرف أو حذفه هي لغرض ومغزى..
#‏من_أسرار_سورة_الكهف
#‏بلاغة_قرآنية