|
السيدة أم النمر ـــ بقلم: فرانك ستكتون , قصه قصيره
السيدة أم النمر ـــ بقلم: فرانك ستكتون
ترجمة .د.فؤاد عبد المطلب
مجلة الآداب الاجنبية - مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق - العدد 126(
ربيع 2006
-----------------------------------------
يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك ملكا جباراً يتمتع بخيال واسع, ونفوذ عريض, وسلطة
ليس بمقدور أحد مقاومتها. وكانت خيالاته تتحول إلى واقع بمجرد أن يُصدر أمراً بذلك. كان
على الدوام لا يستشير أحداً، وعندما يقرر عمل شيء ما فإن أمره لا بد أن ينفذ فوراً.
وحين تجري الامور كما يريد، يعتدل مزاجه ويغدو لطيفاً. أما عندما يواجه عائقا ما أو
مشكلة صغيرة، فإن مزاجه يصبح أكثر اعتداال ولطفا. فلا شيء يُسعده أكثر من تقويم السلوك
المعّوج، وهدم الأماكن غير المنتظمة.
ومن ضمن الأفكار الغريبة التي خطرت على باله فكرة الحلبة العامة، التي كانت تجري فيها
عروض مظاهر شجاعة رجولية وأعمال وحشية، والتي من خلالها أصبحت عقول الرعايا
مهذبة ومتحضرة! لكن حتى هنا فإن ذلك الخيال الواسع والمتوحش كان يُثبت نفسه.
فالمدّرج الكبير بأروقته الدائرية، وأقبيته الغامضة، وممراته الخفية، هو الوسيلة التي
تتحقق بها العدالة الخيالية حيث يُعاقب المجرم، ويُكافأ البريء، بطريقة الصدفة
الغير المنحازة التي لا يمكن أن يفسدها شيء. وعندما يُتّهم شخص بجريمة فيها ما
يكفي إثارة انتباه الملك، يصدر إعلان عام أنه في يوم محدد سيتحدد مصير ذلك الشخص
المتهم في الحلبة التي خصصها الملك لهذا الغرض.
وعندما يجتمع الناس جميعاً في الأروقة، فإن الملك يعطي إشارة، وهو جالس على كرسيّه
الملكي محاطاً برجال البلاط، ثم ينفتح الباب من تحته في الحلبة، فيخرج منه الشخص المتهم
ويمشي إلى داخل حلبة المدرج. وفي الجهة المقابلة أمامه مباشرة ضمن ذلك الحيز المدور
المغلق يظهر بابان متشابهان قرب بعضهما تماماً. وكان من واجب الشخص الخاضع
للمحاكمة وحقّه أيضاً أن يمشي فوراً باتجاه البابين وأن يفتح واحداً منهما، وبإمكانه فتح أي
باب يريد. ولم يكن هناك شيء يرشده أو يؤثر فيه سوى تلك المصادفة النزيهة التي لا يمكن
التدخل فيها.
...
يتبع
😍مروة صيام😍
رقيقة كنسمة صيف ، أيتها الجورية التي أكن لها كل الحب .
|