05-01-2017
|
|
|
أنا الأسير
أنا الاسيرُ أحاكي كلَ حروفِ الصبر...
أنا الأسيرُُ و على وقعِ الطبولِ كادَ قلبي ينفطر...
أنا الأسيرُ و دمعي فوقَ خدي ينهمر...
ليسَ يأساً و إنما كثرةُ البعدِ والسفر...
أهوى الصباحَ و أهوى المساءَ و ساعةَ السهر...
لأذكرَ ريحَ وطني و عطرَ ترابهِ و الجلوسَ تحتَ المطر...
فأحنُ لرغيفٍ ساخنٍ و زيتونٍ و زعتر...
أحنُ للمةِ أهلٍ و المسامرةَ على ضوءِ القمر...
***
أجلسُ في زاويةِ الزنزانةِ أراقبُ زوالَ الخطر...
فأبدأُ بريشتي رسمَ أرضٍ و سماءٍ و شجر...
أو لعلي ارسمُ في يدِ كلِ طفلٍ رايةً و حجر...
أو لعلي ارسمُ حمامَ السلامِ و انسلالَ النهر...
فأغني لحنَ الحياةِ و أرقصُ طرباً و اعزفُ على ذلك الوتر...
ثم انتظرُ فكَّ القيودِ بلا مللٍ ، بلا يأس ،ٍ بلا ضجر...
***
وفي نهايةِ المشوارِ زالَ الظلامُ و انتهى و عبر...
فافرحْ أيها القلبُ فقدْ أصبحتَ بطلاً بكلِ فخر...
زالتْ جبالُ الهمومِ و ولى الحزنُ و انكسر...
لقدْ انتصرتَ فأقمْ الأفراحَ و انثرْ الدرر...
جاءكَ الطبيبُ و أخذتَ العلاجَ و لمْ تعدْ تحتضر...
فارفعْ رأسكَ فأنتَ أسدٌ بلْ انتَ صقر...
و قبّلْ رأسَ شعبكَ فلولاهُ لما ابتسمَ لكَ القدر..
فليكتبِ التاريخُ حكايةَ شعبٍ شامخٍ ؛ لتروى و تذكر...
و لتكونَ عبرةً لكلِ منْ اعتبر.
جَعَلْتُكِ دَائِمًا بَيْنَ وَدَائِعُ الرَحْمَنْ, بَيْنَ " اَللَّهُمَّ وَآمِينْ "
|