ربُّ الجمال لا يأتي إلا بالجمال!

ربُّ الجمال لا يأتي إلا بالجمال!

في اللحظة التي يهبك الله فيها فرحةً مُفاجئة، لم تكن بالحسبان، نتيجة استجابة دعاء، قد مضيت ليالٍ طوال ترجوه أن يتحقق!

في اللحظة التي تجتمعُ فيها بأسرتك كاملة الأفراد، دون تغيب أحدٍ منهم لحاجة سفرٍ أو مصيبة موت، في جوٍّ عائليّ مشحون بالألفة والمحبة والمودة!

في اللحظة التي يبتسمُ لك فيها طفل صغير تراه لأول مرةٍ في حياتك، فقط لأنه استلطفك!

في اللحظة التي تفيضُ بها روحك بشعور الراحة التامة، بعد أن كدت تفقد نفسك بين أحضان التعب!

في اللحظة التي استيقظت فيها دون أي مصدر إزعاجٍ يُذكر، ثم تلقيت خبرًا مفرحًا جاء على حين فجأة!

في اللحظة التي تلتقي فيها برفاق عمرك، وتقضون ليلة سعيدة، تسردون فيها جميع ذكرياتكم القديمة الجميلة معًا!

في اللحظة التي يدعو فيها أحد ما لك في ظهر الغيب، دون أن يكون بينكما رابط معرفي قويّ!

في اللحظة التي تُحاط فيها بحشدٍ من القلوب البيضاء التي تحبك، والتي ولا تتمنى لك سوى الخير والتوفيق في حياتك!

في اللحظة التي ينقذك الله فيها من خطرٍ مؤكد لولا رحمته لكنت أقرب للموت المحقق!

في اللحظة التي يتسلل فيها الفتور والكسل إلى خارج جسدك، فتشعر بولادة روحك من جديد!

في اللحظة التي يرسل فيها أحد ما رسالة لك، يمتدحك فيها، ويثني عليك، ويخبرك لكم أنت شخص رائع، ومثال جميل يُحتذى به!

في اللحظة التي يترجم فيها والديك حبهما لك بالدعاء القلبي، بأن يرضى الله عنك دائمًا وأبدًا!

في اللحظة التي يسيء أحدهم لك فيها، وتكون قادرًا على رد الإساءة بالإساءة، لكنك بكامل قوتك تعفو عنه!

في اللحظة التي تتحمَّس فيها لقرارٍ ما، ثم تجبرك الظروف على عدم تنفيذه، ثم تعلم لاحقًا أنه لم يكن قرارًا صائبًا، وتحمد الله على عدم اتخاذه!

في اللحظة التي تنام فيها مطمئن النفس، هادي البال، متنعم الصحة، لا تشكو من ألمٍ ولا وجع!

في اللحظة التي ذكرت الله فيها خاليًا، فرقَّ فؤادك، وفاضت عينك خشيةً من الله، فحمدت الله على حياة قلبك!

في اللحظة التي يعينك فيها الله على طاعته، ويهبك حلاوة ذكره في الأوقات كلها، ويحبك وينادي في أهل السماء وفي أهل الأرض "إنِّي أحب عبدي هذا، فأحبوه"!

هذا هو لطف الله بأرواحنا، وعنايته القديرة الشاملة بنا، ودفء رحمته التي تحيط بقلوبنا، فنحيا بها وتحيينا، فَرب الجمال – سبحانه – لا يأتي إلا بالجمال، فالحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا أننا نعبد إلهًا عظيمًا يُدعى "الرحمن" ، هدانا إلى دينه الحق، دين الإسلام.


من كتابي "إنَّها تذكرة".