| |
08-18-2016
|
|
|
|
|
SMS ~
[
+
]
|
|
|
|
لوني المفضل
Black
|
|
رقم العضوية : 12 |
|
تاريخ التسجيل : Jun 2016 |
|
فترة الأقامة : 3411 يوم |
|
أخر زيارة : 07-27-2025 (06:30 AM) |
|
العمر : 28 |
|
الإقامة : غــــزة |
|
المشاركات :
208,404 [
+
]
|
|
التقييم :
48866 |
معدل التقييم :
           |
|
بيانات اضافيه [
+
] |
|
|
|
تزوجتُ والدي !
تزوجتُ والدي !
كان يراقبها في صمتٍ طويل , يشعر أنه أصبح مقاوما لأجل عينيها و الوطن و لكنها كانت كثيرا ما تخاف , تعتقد أن
الجميع لا يرغبون بوجودها مطلقا , هي يتيمة الأهل و الرفاق و الأقارب فقط لها أب , و لكن هذا الاب سرقته
رصاصات الغدر الصهيونية ليرتقي شهيدا على أرض حيفا , انعدم الأمان بالنسبة لها , أصبحت مشوشة من الداخل حتى الخارج
لم تعد البسمة تزين در ملامحها , مرَّت سنتان على فقدان الأب سنتان على استمرار الوجع , وجع الفقد , ذاك الذي ينهش الأرواح
لكن شيء ما قد حدث , الجارة سعاد تعاني من مرض السكر , هناك دواء لم تتناوله بعد و قد نفذ و هي الآن بحاجته
لم يكن بقربها أحد سواها و هي التي تخاف الظلام , لكن الجارة تتألم لم يكن باليد حيلة خرجت مريم و بقلبها غصة كبيرة من القلق
تمتمت بالمعوذات و آية الكرسي الى أن تعثرت بعيني عمر , هوى قلبه من مكانه , فرك عينيه مرتين و قال في نفسه
أحقاً تكون هي ! لا لابد و أنني احلم ! تقدم نحوها و لكن بدأت ملامح الخوف الصفراء تحتل وجهها الشاحب
هي تريد الفرار و لكن تتذكر الجارة سعاد فتصمد اقترب منها و حين أزال اللثمة عن وجهه اطمأن قلبها
فحدثها يقول : هل أنتِ ذاهبة الى مكان ما ؟
هي بخوف و تردد : نعم سأذهب لأشتري دواءً لجارتي المريضة
- حسنا و لكن الوقت متاخر جدا
- أعلم و لكن هي الآن بحاجة شديدة اليه
- يمكنني إيصالك
- لا شكرا
- أعرف مكاناً قريبا من هنا هيا بنا
اوه لقد حضر والدها الآن في الذاكرة هي تراه , حقا تراه , قالت في نفسها ربما أبي غاضبا مني الآن لاني أسير برفقة هذا الشاب
لكن لم تكن تعلم بأن هذا الشاب كان مقربا جدا من والدها , كان يحدثها كثيرا عنه و لكن ألم الفقد أنساها كل شيء
حتى أنها في كثير من الاحيان كانت تنسى أن تعيش فتحيا بالموت جثة هامدة يخرج منها نفس بطيء ! ها قد وصلت و اشترت الدواء
شكرته و مضت , تتبع سيرها ليريح يقين قلبه بأنها هي , لكنه لم يصبر , جرأة ما قد أصابته كيف لا يتجرأ
و هو البطل الذي يقاتل المحتل وجها لوجه مبايعا على الموت , أيعجز أن يريح قلبه !؟ هو متأكد تماما بأنها هي و لكن أحب أن يحادثها
- معذرة يا آنسة ! لكن لم اعرف اسمك
هي باستغراب : ماذا يهمك اسمي ؟
- فضولا قاتلا يا سيدتي , لطفا منك !
- مريم , اسمي مريم عادل
- أوه , أتكونين ابنة البطل أحمد عادل ؟
هي بحرقة : نعم ابنته
- رحمه الله و أسكنه فسيح الجنان , أنا أحب والدك كثيرا , ان فقده سبب لي الكثير من الاذى
- أتكون عمر !؟
- نعم
مضت مسرعة , لم تكد تصدق , أحقا يكون عمر و هو الذي سمعت عنه الكثير دون أن تراه , ذرفت دمعا حارقا
و بكت بكاء لاذعا , انها تتذكر والدها الآن , هي في عالم غير عالمنا ربما في البرزخ
سمعت الجارة صوت الباب , علمت ان مريم قد حضرت , نادت باسمها ثلاثا , لكنها كانت تبكي خلف الباب
و لا تريد لاحد أن يرى دمع عينيها , حاولت أن تخفي دموعها و ذهبت ملبية لنداء الجارة
- ها قد أحضرت لكِ الدواء , شفاكِ الله و عافاكِ
- شكرا يا ابنتي هذا من لطفك , هل تبكين ؟
- لا لقد دخل بعض الغبار في عيني
هي كاذبة و جداً , لم يكن غبار الطبيعة انما غبار الحنين قد دخل قلبها فتبعثر كل شيء داخلها ثم بكت !
مرت الأيام و ذاك المجاهد المسكين يفكر بثقل وجع وطنه و عينيها , كل يوم يزداد شوق و توق لها
الا ان اخذ قرارا حاسما و قال : سأتزوجها , لم اكن لاعرف اني سأهواها لهذا الحد !!
ها هما بعد شهر من قراره , قد أقرَّ لهما القدر أن يكونا زوجين رائعَين , لقد مضى كل شيء سريعا
هي في فستان زفافها الأبيض لا أحد سيسلمها الي عريسها , لذا قرر هو أن يسلمها منه , إليه وحده
هو يشبه والدها كثيرا , كان لها بعطف الأب و خوفه و شغفه على ابنته
ذات مرة , أحبَّ أن يرى حمرة الخجل تزين خديها فقال :
- يا حلوتي , أراكِ دوما تنظرين إليَّ بطريقة غير عادية , أيكون ذاك حبا كثيراً تعجزين عن قوله بلسانك
فتلخصينه بهذه النظرات !
- هه , لا , كل ما في الأمر أني كلما نظرت إليك تذكرت حديث والدي عنك و كم انت تشبهه لذا أطيل النظر 
- و هل وجدتي حديث والدك صواباً ؟
- نعم , أشعر و أني قد تزوجت والدي
إنَّه عقلي أنا، فلا تبحث فيه عن أفكارك ! 🖤
|
|
|