![]() |
تزوجتُ والدي !
تزوجتُ والدي !
كان يراقبها في صمتٍ طويل , يشعر أنه أصبح مقاوما لأجل عينيها و الوطن و لكنها كانت كثيرا ما تخاف , تعتقد أن الجميع لا يرغبون بوجودها مطلقا , هي يتيمة الأهل و الرفاق و الأقارب فقط لها أب , و لكن هذا الاب سرقته رصاصات الغدر الصهيونية ليرتقي شهيدا على أرض حيفا , انعدم الأمان بالنسبة لها , أصبحت مشوشة من الداخل حتى الخارج لم تعد البسمة تزين در ملامحها , مرَّت سنتان على فقدان الأب سنتان على استمرار الوجع , وجع الفقد , ذاك الذي ينهش الأرواح لكن شيء ما قد حدث , الجارة سعاد تعاني من مرض السكر , هناك دواء لم تتناوله بعد و قد نفذ و هي الآن بحاجته لم يكن بقربها أحد سواها و هي التي تخاف الظلام , لكن الجارة تتألم لم يكن باليد حيلة خرجت مريم و بقلبها غصة كبيرة من القلق تمتمت بالمعوذات و آية الكرسي الى أن تعثرت بعيني عمر , هوى قلبه من مكانه , فرك عينيه مرتين و قال في نفسه أحقاً تكون هي ! لا لابد و أنني احلم ! تقدم نحوها و لكن بدأت ملامح الخوف الصفراء تحتل وجهها الشاحب هي تريد الفرار و لكن تتذكر الجارة سعاد فتصمد اقترب منها و حين أزال اللثمة عن وجهه اطمأن قلبها فحدثها يقول : هل أنتِ ذاهبة الى مكان ما ؟ هي بخوف و تردد : نعم سأذهب لأشتري دواءً لجارتي المريضة - حسنا و لكن الوقت متاخر جدا - أعلم و لكن هي الآن بحاجة شديدة اليه - يمكنني إيصالك - لا شكرا - أعرف مكاناً قريبا من هنا هيا بنا اوه لقد حضر والدها الآن في الذاكرة هي تراه , حقا تراه , قالت في نفسها ربما أبي غاضبا مني الآن لاني أسير برفقة هذا الشاب لكن لم تكن تعلم بأن هذا الشاب كان مقربا جدا من والدها , كان يحدثها كثيرا عنه و لكن ألم الفقد أنساها كل شيء حتى أنها في كثير من الاحيان كانت تنسى أن تعيش فتحيا بالموت جثة هامدة يخرج منها نفس بطيء ! ها قد وصلت و اشترت الدواء شكرته و مضت , تتبع سيرها ليريح يقين قلبه بأنها هي , لكنه لم يصبر , جرأة ما قد أصابته كيف لا يتجرأ و هو البطل الذي يقاتل المحتل وجها لوجه مبايعا على الموت , أيعجز أن يريح قلبه !؟ هو متأكد تماما بأنها هي و لكن أحب أن يحادثها - معذرة يا آنسة ! لكن لم اعرف اسمك هي باستغراب : ماذا يهمك اسمي ؟ - فضولا قاتلا يا سيدتي , لطفا منك ! - مريم , اسمي مريم عادل - أوه , أتكونين ابنة البطل أحمد عادل ؟ هي بحرقة : نعم ابنته - رحمه الله و أسكنه فسيح الجنان , أنا أحب والدك كثيرا , ان فقده سبب لي الكثير من الاذى - أتكون عمر !؟ - نعم مضت مسرعة , لم تكد تصدق , أحقا يكون عمر و هو الذي سمعت عنه الكثير دون أن تراه , ذرفت دمعا حارقا و بكت بكاء لاذعا , انها تتذكر والدها الآن , هي في عالم غير عالمنا ربما في البرزخ سمعت الجارة صوت الباب , علمت ان مريم قد حضرت , نادت باسمها ثلاثا , لكنها كانت تبكي خلف الباب و لا تريد لاحد أن يرى دمع عينيها , حاولت أن تخفي دموعها و ذهبت ملبية لنداء الجارة - ها قد أحضرت لكِ الدواء , شفاكِ الله و عافاكِ - شكرا يا ابنتي هذا من لطفك , هل تبكين ؟ - لا لقد دخل بعض الغبار في عيني هي كاذبة و جداً , لم يكن غبار الطبيعة انما غبار الحنين قد دخل قلبها فتبعثر كل شيء داخلها ثم بكت ! مرت الأيام و ذاك المجاهد المسكين يفكر بثقل وجع وطنه و عينيها , كل يوم يزداد شوق و توق لها الا ان اخذ قرارا حاسما و قال : سأتزوجها , لم اكن لاعرف اني سأهواها لهذا الحد !! ها هما بعد شهر من قراره , قد أقرَّ لهما القدر أن يكونا زوجين رائعَين , لقد مضى كل شيء سريعا هي في فستان زفافها الأبيض لا أحد سيسلمها الي عريسها , لذا قرر هو أن يسلمها منه , إليه وحده هو يشبه والدها كثيرا , كان لها بعطف الأب و خوفه و شغفه على ابنته ذات مرة , أحبَّ أن يرى حمرة الخجل تزين خديها فقال : - يا حلوتي , أراكِ دوما تنظرين إليَّ بطريقة غير عادية , أيكون ذاك حبا كثيراً تعجزين عن قوله بلسانك فتلخصينه بهذه النظرات ! - هه , لا , كل ما في الأمر أني كلما نظرت إليك تذكرت حديث والدي عنك و كم انت تشبهه لذا أطيل النظر :44: - و هل وجدتي حديث والدك صواباً ؟ - نعم , أشعر و أني قد تزوجت والدي :62: |
القصة جميلة صدقاً ..
حبيت فكرتها والنهاية رائعة موفقة دائماً بكتاباتك .. |
يـآاي ششو ححلوهه القصصهه :62:
ححبيت القصصهه عنججآادد بتججننن ') و ي ريتت نآاهه اتججوز وآاحد متتل نصص مموآاصصفآاتت يلي مموجودهه ععند بـآبـآ ') يسسلمو ححبيبتي ع إبدآاعكك و مموآاضضيعكك المميزهه $_$ ! وردهه |
رائعه بصدق
سرد جميل ومشوق والاحداث واضحةة ومرتبةة حتى الحوار انيق بمضمونه رائع بنسجه احببت كل تفاصيل قصتكك من بدايتها لاخر سطر ^^ تقييمي / نجومي |
قصـــه رائعه
وانتقاء جميل تحياتي لطرحك |
اقتباس:
|
اقتباس:
نورتي حبيبتي ننوش |
اقتباس:
شكرا لأنها قد نالت على اعجابك كوني بالقرب دوما ملوكةة |
اقتباس:
لكن قصتي ليست انتقاء انما من نسج قلمي أنرت |
اقتباس:
وعنجد ابدعتي فيها اعجبتني وان شاء الله بنشوفلك اشياء مميزه متل هادي دايما |
| الساعة الآن 12:28 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
![]()
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by
Advanced User Tagging (Lite) -
vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.