و تحسبونه هيناً !

و تحسبونه هيناً !


غارقون نحن بأفعالٍ قد نرى من معتقدنا أنها لا تساوي شيء و ليس لها قيمة و هي عند الله ليست بـ هينة
بل عظيمة , كم نتساهل في أمورٍ كثرة , كم نتهاون , بل كم نحن غافلون ! و لم نستيقظ من غفلتنا بعد !


****


في المرة التي كنت تحادث فيها شخصا ما عبر موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك , تويتر الخ
و تأخرت عن حديثك معه و عندما سألك عن سبب التأخير أجبته الكذبة الأكثر شهرة و هي
" فصل النت " غفلت عن هذا و سُجلت لك كذبة أتحسب ذلك هينا ؟!


في المرة التي طلبت فيها من طفلٍ صغير أن ينفذ لك طلباً ما كأن يرتب الكتب مثلا و أخبرته بأنك ستكافئه بشيء ما
كـ نزهة الى مكان ما و لم تفي بوعدك , أتحسب ذلك هينا ؟!


في المرة التي كنت تمشي بها مع صديقك و رأيت فيها شخص ما به عيب كأن يكون سمينا أو قصيرا و أشرت بيدك إليه
ثم اعتلت صوت ضحكاتكما أنت و صديقك , أتحسب ذلك هينا !؟


في المرة التي يطلب منك دكتور الجامعة او أستاذ المدرسة بحثاً أو واجباً و أنت لم تنفذ طلبه و عندما سألك
أجبته أيضاً الكذبة المشهورة " نسيته في الدار " , أتحسب ذلك هيناً ؟


في المرة التي تشاجر فيها صديقك مع شخص ما و لم يكن صديقك على حق و قمت بنصرة صديقك بداعي الصداقة
و تجاهلت الحق لأجله و اتبعت الباطل , أتحسب ذلك هيناً ؟


في المرة التي أطلقت فيها نكات و فكاهات تمس بالدين , أو قلت مثلا محرما كـ " رزق الهبل على المجانين " و غيرها
و بالرغم من معرفتك من حرمانيته , ألم تعلم ما اخبره رسولنا الكريم حين حذرنا من أمر خطير جدا
و هو الكلمة فالكلمة من شأنها أن تُلقي بك في جهنم سبعين ألف ذراعا و أنت لا تدري
قال رسول الله : " رُبَّ كلمةٍ يقولها العبد لا يُلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً"
بربك , أتحسب ذلك هيناً ؟!


في المرة التي طلبت أمك شيء ما و قد ظننت أنها أثقلت عليك بطلباتها هذا اليوم , ثم أطلقت تنهيدة و نفس غاضب
مع أنك لم تتفوه بكلمة أف , فقط تنهدت ! , ألم تعلم أنك ستحاسب على النفس تلو النفس , أتحسب ذلك هيناً ؟!


****


كثيرة هي المرات و الأفعال و ان ذكرتُ و ذكرت فلن أحصي
لذا تنبهوا على أفعالكم و أقوالكم فـ على الكتفين ضيفان عزيزان " رقيب و عتيد "
و في السماء رب مطلع على احوالكم لا يغفل و لا ينسى !