هيَّ الحياةُ هكذا

هي الحياة هكذا


شرِبت من أكوابها صبابةً حتى الملل
وعشتُ في عذابها كآبةً لا تُحتمل

باركتُها في غدرَها ولم أفارِق الأمل
قاومتها في مكرها من حكَّم العقل وصل
من لم يُفق من وهمه فعن أساه لا تَسَلْ
صارت حياته عدم، صارت همومه جبل

إشرب لوحدك الأسى وذُق مرارةَ الفشل
إن لم نقاوِمْ ضَعفَنا ليس لنا فيها محل

هيَّ الحياةُ هكذا، هيَّ الحياةُ هكذا

ذا طبعُها منذ الأزل
كم أغلقتْ أبوابها
كم هجَّرتْ أصحابها


أحزانها لا تنتهي أفراحها لا تُكتَمل
كم من قتيل في الهوى
قبَّلَ كفَّيْ من قَتَل

هيَّ الحياة
هيَّ الحياةُ هكذا

أما أنا أحبَّتي عزَّت عليَّ حالتي
عزَّت عليَّ عزَّت عليَ حالتي

وكيف ضاعت حِكمتي وَجاهتي وهَيبتي
حكايتي مع التي كانت لأيامي مَثل

أحببتُها أدمنُتها
أشتاقُها ولم أزل

قسَت، تمادت، إفترت
باعت فؤادي وإختفت

رمتني داست أضلعي
والغِلُّ في صدري إشتعل

أقسمت لن أحبَّها
فالحب من عيني نزَل
قلبٌ تمادى قسوةً
طغى، تجاوزَ، إستغل

لا أبتغي وصالَه
حاشى لقلبي أن يُذَل

عاف الليالي الليالي والسهر
أخلى الكؤوس وإعتزل

هيَّ الحياةُ هكذا، هيَّ الحياةُ هكذا


ذا طبعها منذ الازل
كم من قتيل في الهوى
قبَّلَ كفَّيْ من قَتَل

هيَّ الحياة
هيَّ الحياة هكذا

خذل الفؤاد موقفي
يوم اللقاء وإحتفل

طارت به سماؤه
نسي العذاب نسي العذاب والزعل

صارت شكايتي رضا
صارت ملامتي غزل
من فرحتي من لهفتي
بُست الجبينَ والمقل

كأنَّه العمرُ إبتدى

كيف إستباحت هَيبتي
وأنت تُهديها قُبَل
أهذه نهايتي
يا قلب خيَّبت الأمل

فالحبُّ أعمى لا يرى
ما في الحبيبِ من عِلل

هيَّ الحياةُ هكذا، هيَّ الحياةُ هكذا

ذا طبعها منذ الازل
كم من قتيل في الهوى
قبَّلَ كفَّيْ من قَتَل

هيَّ الحياة
هيَّ الحياة هكذا