ما كنتِ قليلةٌ على قلبي يا فلسطين!

كتبته بإحساس خالي الذي هاجر من غزة إلى بلاد الغربة باحثًا عن فرصةٍ للعيش!
_____________

مرحبًا وطني !
تحيَّةٌ وقُبلةٌ وحنين، أما بعد ..

اليومُ يمر أكثر من شهرٍ ونِصف على مكوثي وعائلتي في بلادِ الغربة، والتي حاولتُ مِرارًا بأن أطلق عليها لقب "موطني الجديد" ولم أستطع ذلك! لا أخفيكم سرًا عن كم السرور الذي راود قلبي في البدايات، كوني استطعتُ أن أتحرَّر أخيرًا من سجني المُغلق في غزة،
ولكن لسرعان ما اختلط ذلك الشعور بنوبات حزنٍ شديدة التأثير على قلبي، لقد فقدتُ أحبابًا بحجم الوطن! وهذا ليس بالأمر الهيِّنِ على الإطلاق،
ولكن تبقى الغصَّة الكبرى في فراق وطني الأغلى "فلسطين" إنَّها بلادي التي أُحِبْ، بلادي التي نشأتُ وترعرتُ في أحضانِهِا طويلًا،
والتي كانت بالنسبةِ لي بمثابةِ أم وأنا صغيرها، وقد تم التفريق بيننا قسرًا وظُلمًا، لكم أن تتخيلوا كم القبح في ذلك! لطالما قرأتُ عن حنين الشعراء إلى موطنهم،
ولم أكن لأبالي كثيرًا بتلك المشاعر، إلى أن عشتها حقيقةً وكابدتُ آلام إحساسها، إنَّ ذلك يُجدِّد شعور اليتم في داخلي كل يومٍ ألف مرة،
ما حسبتُ فراق الوطن مؤلم إلى هذا الحد، وما حسبتُ الحنين إليه مؤذي بهذا الشكل المفرط، ما كنتِ قليلة على قلبي يا فلسطين،
لا بلاد مثلك ولو بحثتُ دهرًا، لم يكن خيار البعد من تلقاء نفسي، والله يشهد!