حصلت في غزة

أحد الشباب المتورطين مع جمعيات "تيسير الزواج" لم يستطع الإيفاء بالمبلغ الشهري المطلوب منه، وحاله مثل حال آلاف الشباب الذين طحنتهم ظروف قطاع غزة من جانب وجشع جمعيات "التزويج" من جانب آخر.
المؤسف أنه لا مجال للتفاهم والحلول الودية مع هذه الجمعيات التي لا تعرف إلا الربح والاغتناء على ظهور الشباب الغلابا،، وتسارع فوراً إلى تقديم شكوى لدى الجهات المختصة ،، وبالطبع أوامر الحبس جاهزة لهؤلاء العرسان الجدد،، إما تدفع أو تنام في السجن !!
عريسنا اقترح على عروسه أن يبيع الذهب ويسدد مبالغ الجمعية،، وافقت العروس بعد استشارة أهلها والذين أشاروا عليه بدفع المبلغ جملةً واحدة ولسان حالهم يقول: "يقطع الجمعية وسنينها والساعة السودا اللي ودتنا عليها" ،، عريسنا المفدى باع الذهب وقفزت الى ذهنه فكرة "استثمارية" ،، فبدلا من ان يدفع للجمعية مرةً واحدة كل المبلغ أراد استغلال مبلغ الذهب ويفتح مشروع ،، ومن أرباح المشروع يسدد الجمعية وبعد انتهاء ديونه المستحقة يبقى لديه مشروع يعتاش من وراه ،، وبالفعل استثمر المبلغ في مشروع صغير دون ابلاغ أهل العروس ،، وللأسف "انكسر" وخسر "اللي فوقه واللي تحته" فالمشاريع في غزة غالباً لا تنجح الا مع الحيتان الكبار والمتنفذين أصحاب المداخل والمخارج الخاصة ،، طبعا الجمعية عادت لتطالب صاحبنا بما عليه ،، وعندما علم أهل العروس بالأمر استشاطوا غضبا واتهموه باللا مسئولية وبأنه أرعن ونصاب وطلبوا منه طلاق ابنتهم ،، رفض ،، لكنهم حرَدوا ابنتهم وغادرت بيت الزوجية وقاموا برفع دعوى نفقة عليه في المحكمة الشرعية !! وصاحبنا انتكب وأصبح مطارداً للجمعية ولنسايبه !!! ولم يعد يملك شيئاً ،، آه تذكرت ،، هو يملك صور يوم "الفرح" وذكريات "حفلة الشباب" ،، وما زالت تهنئات أصدقائه على الفيس "منور يا عريس" ،، "أحلى عريس فيكي يا غزة" ،،
والآن هو منور "المستشفى" ،، وعندما يغادرها راح ينور "المحكمة" ،، وربما ينور "السجن" ،، عشان تكمل الانارة 3 فاز ..