منتديات قلب فلسطين - عرض مشاركة واحدة - وبها يكتمل نصفي وديني
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-19-2025   #5


الصورة الرمزية مُبتسِم
مُبتسِم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 96
 تاريخ التسجيل :  Jul 2016
 العمر : 77
 أخر زيارة : منذ 15 ساعات (07:30 PM)
 المشاركات : 45,300 [ + ]
 التقييم :  12696
 الدولهـ
Canada
 
مزاجي:
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي



في حضن الحرب وُلدت قصتي، بين صوت الرصاص وصدى الصرخات، كنت أنا شاهداً على كل شيء.
كبرت في أزقةٍ تملؤها رائحة البارود، عرفت الخوف طفلاً، وصافحت الحزن شاباً، كأن العالم بأسره انكمش ليصبح مجرد خريطة ممزقة وأطلال لذكريات كانت يوماً مليئة بالحياة.
رأيت السماء تُظلم، ليس لغياب الشمس، بل لغيوم القذائف التي حرقت حلمي في هدوء بسيط ،لم يكن الألم يقتصر على الجروح التي يراها الآخرون، بل كان يكمن في الغصّة التي تعتصر الروح عندما تفقد وجوه الأحبة وسط الدمار.
ومع ذلك، تعلمت أن الحرب لا تسلبك كل شيء، بل تترك لك شيئاً صغيراً تتمسك به ^ الأمل^ ،كان الأمل طيفاً يمر بين الظلال، لكنه كان نوراً يكفي لأن أستمر.
قاومت وجاهدت، ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، بل للحفاظ على إنسانيتي وسط كل هذا الجنون.
وحين وضعت الحرب أوزارها، لم أشعر بانتصار كامل، بل كان أشبه بتنهيدة طويلة بعد رحلة شاقة. نظرت إلى الأنقاض حولي، وقلت لنفسي: هنا سأنبت من جديد. فالحرب قد تأخذ منا الكثير، لكنها لا تستطيع قتل القدرة على الحلم.
ومن الحطام، بنيت عالمي الخاص، عالم لا يعرف للرصاص طريقاً ولا للقسوة مكاناً.
كانت الحرب كتاباً مظلماً في حياتي، لكن نهايته جاءت كصفحة بيضاء، جاهزة لأن أكتب عليها فصولاً جديدة مليئة بالنور، والسلام، والحب.


 
 توقيع : مُبتسِم

" وأنت الذي لم يعد فيك شيء ملتئم
أي صبر هذا الذي أبقاك مبتسم؟ "

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة






رد مع اقتباس