‏كان حديثها دافئ، بمثابة معطف في غمرة الشتاء

ألا ليتنا نَحْيا جميعا،وإن نَمُتْ
يُجاور في المَوتى ضريحي ضريحُها

فما أنا في طولِ الحياةِ بِراغبٍ
إذا قيلَ: قد سُوِّي عليها صَفيحُها

نريد فقط أن تعود البلاد الإسلامية إلى حيثُ كان لكل شيء معنى،
حيث لا ينبغي أن نشعر بالخوف طوال الوقت.

يقول غسان كنفاني
" في معركة المصير
أورثني اليقين بالوحدة المطلقة
مزيدا من رغبتي في الدفاع عن حياتي
دفاعًا وحشيًا "

إن التعود يلتهم الأشياء, يتكرر ما نراه فنستجيب له بشكل تلقائي, كأننا لا نراه, لا تستوقفنا التفاصيل المعتادة كما استوقفتنا في المرة الأولى, نمضي وتمضي, فتمضي بنا الحياة .

الذي خسرته هو ملك لله والرزق الذي تتمناه هو عند خزائن الله والهمّ الذي تحمله على عاتقك هو من عند الله، والمستقبل الذي تخاف منه هو بيد الله، والذي احترق قلبك لموته فقد رحل إلى رحمة الله.

نحن من الله وإلى الله.

" ‏لَو انتشرَ فايروسٌ قَاتل فِي العالم وأُغلقَت الدُّول حُدودها وانعزلَت خوفًا من الموتِ المُتنقل، ستنقسمُ الأمَم بالغالبِ إلى فِئتين؛ فئةٌ تمتلكُ أدواتُ المعرفة تعملُ ليلًا ونهارًا لاكتشافِ العلاج، والفئةُ الأخرَى تنتظرُ مصيرَها المَحتوم! وقتَها ستفهمُ المُجتمعات أنَّ العلمَ ليسَ أداةً للترفيه، بَل وسيلةً للنَّجاة .

لا نملِكُ إلّا أن نقولَ "غداً.." ثمّ يأتي "غداً" أصلعٌ، فارغُ اليدين، خالي الوفاض، ومع ذلك نعاوِدُ قولها: "غداً.."
"ربّما غداً.."
"لعلّها غداً.."

سلم على بيتنا يا غريب.
فناجين قهوتنا لا تزال على حالها. هل تشم
أصابعنا فوقها هل تقول لبنتك ذات
الجديلة والحاجبين الكثيفين إن لها
صاحباً يتمنى زيارتها,
لا لشيء...
ولكن ليدخل مرآتها ويرى سره
كيف كانت تتابع من بعده عمره
بدلاً منه سلم عليها
إذا اتسع الوقت.

الحقيقة أن الله قريب منا بالفعل
و أقرب إلينا من الدم في أجسادنا
و لكننا مشغولون على الدوام عنه
إنه لا يقيم دوننا الحجب
و لكننا نحن الذين نقيم هذه الحجب
نفوسنا بشواغلها و همومها و أهوائها تلفنا في غلالات مكثفة من الرغبات
و عقولنا تضرب حولنا نطاقاً من الغرور
و كبرياؤنا يصيبنا بنوع من قصر النظر ، ثم العمى
فلا نعود نرى أو نحس بشيء سوى نفوسنا
و هذا هو البعد برغم القرب .

اذا ضاقت بك الدنيا
تذكر أن هناك رب لايعجزه شيء في الأرض ولافي السماء

وإذا الشدائدُ أقبلت بجنودها
والدَّهر من بعد المسرة أوجعك
ارفع يديك إلى السماء ففوقها
ربٌّ إذا ناديته ما ضيَّعك.