‏كان حديثها دافئ، بمثابة معطف في غمرة الشتاء

وردة جورية | محمد ابن حلب

وطني وردة جورية، وعريشة ياسمين تحمل بين جنباتها عناقيد العنب وحبات البرتقال ،يعانق البحر جبالها ،وتغازل سهولها وديانها،كطفلة مدللة تحمل صفات الجمال الخلاب،كانت غافية على صدر الأيام،وحين صحت من نومتها ونفضت عنها غبار السكون،هاجمتها الغيلان بقسوة،فتبعثرت بتلات الجوري مختلطة بعصير البرتقال،وتلون الياسمين الدمشقي باللون الأحمر ،باتت الطفلة شريدة وسط موج بحر كان يعني لها الفرح ،فقدت الربيع الذي كانت تنتظر ؛مرت بمخيلتها حبات العنب الممزقة وألعابها المحترقة،اضطرب قلبها الصغير ونظرت بعينين دامعتين إلى السماء،تناجي ربها في صمت: مالنا سواك يا الله.


��

‏لم أكن يومًا امرأة الضوضاء ولا الزّحام؛
أنا ابنةُ الأناة،
أفرّ من لُجج الحياة لشواطئ السّلام.

‏ليس إنسانا من لم يتوقف يوما في أثناء عمره الطويل ليسأل نفسه من أين، وإلى أين، وما الحكاية؟!

•••

كُل ما تَراه مِنْ أسالِيب التَّجمِيل والزِّينَة علَىٰ وُجوهِ الفتيَات وأجْسامِهن فِي الطرُقِ، فَلا تَعُدَّنَّهُ مِنْ فَرْطِ الجمَالِ بَلْ مِنْ قلةِ الحيَاء.


- الرافعِي ✨📜

حديثُ الروحْ للأرواحِ يسْرِي
وتدركهُ القلوبُ بِلا عناءِ
هَتفْتُ بهِ فطارَ بِلا جناحٍ
وشقَّ انينهُ صدرَ الفضاءِ
ومعدِنهُ تُرابيٌ ولكنْ
جرتْ في لفْظِهِ لغةُ السماءِ

فإِلى مَتَىَ صَمْتي كَأنِّي زهْرةٌ
خَرْسآُ لمْ ترزقْ برَاعةَ مُنْشِدِ
قِيثَارتي مُلئتْ بِأنَّاتِ الجِوَىَ
لَاَ بُدَّ لِلْمَكبُوتِ مِنْ فَيَضَانِ
صَعَدَتْ إِلَىَ شَفَتِي خَوَاطِرُ مُهْجَتِيِ
لِيُبِيْنَ عَنْهَا منْطِقِي ولِساني
أَنَا مَاَ تَعَدَّيْتُ القَنَاعَةَ والرِضَا
لَكِنَّمَا هِيَ قِصَّةُ الأشْجَانِ
يَشْكُوْ لَكَ اللَّهمُّ قَلْبٌ لَمْ يَعِشْ
إلَّاَ لِحَمْدِ عُلاكَ فِيِ الأكْوَانِ
إذَا الأيِمَانُ ضَاعَ فَلَاَ أَماَنُ
وَلَاَ دُنْيَا لِمَنْ لَمْ يُحيِّ دِيْنَا
وَمَنْ رَضِيَ الحَيَاةَ بِغِيْرِ دِيْنٍ
فَقَدْ جَعَلَ الفَنَاءَ لَهَا قَرِيْنَا

‏لقد عشت معك شعور أول مرة من كل شيء
وهذا يكفي لأتذكرك دائمًا.

‏يبشّرنا الصباحُ بيوم عزٍّ
‏ويأخذُنا إلى القدس الصباحُ

‏وننشر عطرَ فرحتنا صلاةً
‏فإنَّ صلاتنا فيها ارتياحُ

‏صباحٌ يبعثُ العزمات نورا
‏يجدّدُهُ بموطننا صلاحُ

‏إنَّنَي أسْتَطِيْعُ أنْ أحْتَمِلَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الحَيَاةِ
إلَّا أنْ أُفَارِقَك فرَاقًا لَا لِقَاءَ مِنْ بَعْدِهِ.

ماذا تعرفون عن الحرب
عن صقيع الخوف ووحشة الترقُّب
ماذا تعرفون عن سبَّابة مُرتجفة على الزناد
عن برودة الموتى وجُحوظ العينين
ماذا تعرفون عنها ؟
عن طفل مذعور
عن دمية سقطت من يده
عن أغنية ضلت طريقها
ماذا تعرفون ؟
أيُسَرُ العالمُ بأزيز الرصاص ؟
هذه الوجوه الباسمة على الجدران
أتتعفنُ تحت التراب ؟
الترابُ الذي عانقناهُ
فديناهُ بالأرواح والأكباد
أينبت الشهداء عُشباً في المدافن؟
كيف نقطف ورد الموتى باقات للعاشقات
كيف نسيرُ على دروب قصيدة بالأصدقاء؟
((علاماتُ الاستفهام مشانقُ اليقين)).
لم يكن العطبُ فينا
لم يكن العطبُ في المحاربين
كلُ الحروب خاسرة
كلُ الحروب
كلُ الدروب الموصلة إلى موت قبل الأوان
الحروبُ طاحونةُ الأعمار
الرصاصُ «الزهايمر» الفتوة
المتاريس حواجزُ الأماني
الدخانُ عطرُ الخراب
تباً للحرب
تباً للحرب
تباً لمنظّرين يفرون قبل هطول المطر
لـ((طليعة ثورية)) دائماً على عَجَل
وبنادق يعلوها الصدأ
نحنُ حفاة القرى والأحلام
نرسم غداً جديداً ولا نسأل
عن أنقاض شبابنا
نُشيدُ بيوتاً جديدة
على أسماء شُهدائنا نقيم الحدائق- والأغنيات.
من جوف دمعاتنا نقطف ورداً وابتسامات
نمشي الهُوينى ونغني:
تباً للحرب
تباً للحرب
الخاتمة أقول:
صدرك حقول أنغام , بندقيتي - محشوة بالأغاني
عليك زخات موسيقى , على الأعداء- صليات غضب
أنا المقيم بين سورة مريم وصورة وجهك على خطوط النار طيفك يبرق عودتي سالماً
بين خطوط كفيك مابقي من أمنيات
أعلن انتمائي لوطن يديك
في راحتيك خريطةُ البلاد
عيناك نشيدُ الأناشيد , وصوتك - صوت الوطن