هل تريدين النسيان حقاً

افتحي ذراعيك يا ذاكرتي.فقد حان استقبال النسيان.
(ناديا تويني)


مذ قررت نسيانه،اجتاحك ألم لا تعرفين مكمنه؟
في أي مكان كان يقيم فيك هذا الرجل بالضبط الى الآن؟
لا تدرين؟
فكل شيء في جسدك يؤلمك مذ قررت ألا مكان له بعد الآن في حياتك.
تفهمين معنى قول نزار:أقص جذور هواك من الأعماق.
الألم لا يوجد على السطح، إنه في نهايات عصب الأعضاء،في مفاصلك وخلاياك.
كل ما فيك يبكيه و يحقد عليه،يبكيك ويتمرد عليك،وأنت الخصم والحكم،والقرار والالم،
وعليك أن تحسمي أمرك بحزم:هل تريدين النسيان حقا؟
وحتى عندما تجيبين ب(نعم)اسألي نفسك على طريقة جورج قرداحي:هل هذا هو جوابك النهائي؟
في هذا الموضوع،
توقعي أن تغيري جوابك اكثر من مرة،حتى بعد انتهاء الوقت المحدد.
ثم.في هذا السؤال بالذات،
لا تستعيني بالجمهور ولا بصديقة،فلن يكونوا هنا حين ستخوضين ليلا ونهارا،ِأشرس معارك حياتك،ضد الذكرة،أي ضد نفسك.
ما تودين القيام به،هو بالتحديد،بتر أجزاء منك لتستبدلي يها قطع غيار بشرية جديدة لا علاقة لها بماضيك،
وليس على قرصها الضغوط أية ذكريات.أي أنك تريدين أن تستبدلي بالذاكرة النسيان.
الذي هو جسم غريب عنك،لذا سيرفضه جسمك في البداية،
وتبدو عليك أعراض مرض عضوي ونفسي يرافق مثل هذه الحالات.
ان نويت على النسيان .
ادخلي المعركةوأعطي الوقت وقتا.يحدث للجسم أن ينسجم حتى مع قلب اصطناعي يخفق فيه.

نصيحة
لا تستنزفي طاقتك بالأسئلة.كوني قدرية.
لا تطاردي نجما هاربا،فالسماء لا تخلو من النجوم
ثم ما أدراك:ربما في الحب القادم ، كان من نصيبك القمر.

من كتاب نسيانcom للكاتبة أحلام مستغانمي