08-16-2017
|
|
قمرٌ دمشقيٌ يسافرُ في دمي

إنّي لأعرفُ في دمشق حجارةً
تُلقي عليَّ إذا مرَرْتُ سلاما
فيها قلوبُ أحبّتي ودمُوعُهم
تاهواوصاروا في البلاد يتامى
هل تعرفُ الدنيا بلاداً صخرُها
عند اللقاء يُميّزُ الأرحاما
مَنْ لم يَنَمْ في الشامِ يوماً لم يَنَمْ
مهما ادّعى أو ظنَّ أنّه نامَا
يومٌ بأرض الشام يعدلُ سحرُهُ
وجمالُهُ في غيرها أعواما
الياسمين صباحُها ومساؤها
والقاطفون الياسمينَ نشامى
ورحيقُ جوهرها عصارةُ أمّةٍ
كانتْ على مرّ العصورِ غمام .


قمر دمشقي يسافر في دمي
وبلابل .. وسنابل .. وقباب
الفل يبدأ من دمشق بياضُه
وبعطرها تتطيب الأطياب
والماء يبدأ من دمشق .. فحيثما
أسندت رأسك جدول ينساب
والشعر عصفور يمد جناحه
فوق الشام .. وشاعر جواب
والحب يبدأ من دمشق .. فأهلنا
عبدوا الجمال وذوبوه .. وذابوا ..
والخيل تبدأ من دمشق مسارها
وتشد للفتح الكبير ركاب
والدهر يبدأ من دمشق .. وعندها
تبقى اللغات وتحفظ الأنساب
ودمشق تعطي للعروبة شكلها
وبأرضها تتشكل الأحقاب
.
|