يا قدسُ ايامي غارقة نحو احضان روحك

كُنّــا نعيشُ في هُدوءٍ وَســلامْ
مُطمئنينَ النَفسِ ساكنينَ في آمَانْ

نَزرعُ أغصانَ الزينونِ الأخْضَرِ
ونقْطُفُ ثِمارَ العنِبِ والرُومــآنْ

وكُنانَسْمعُ زقزقةُ العصافيرِ تُغردْ
في الصَباحِ بأحلي وأندي الألحانْ

وفي المَساءِ نَجلِسُ في أرضِنا الحضراءِ
نتسامرُ, حَول الكُرومِ واشجارُ السنديانْ

واذْ بِقومٍٍ مُقبلينَ من بعيدِ فَسألناهُمْ
مَن أنتُم يا غريبينَ عن الأوطــــآنْ

أجابونا نَحنُ من سينتزعُ منكُم ارضَكُم
ونسْفِكُ دماؤكُم طِوالَ السنينِ والأزمانْ

فَرفعنا عليهمُ الحَجرَ والسكينَ في غـضبٍ
ماذا تقولونَ يا اعداءَ اللهِِ واشباه الثيرانْ

اخرجوا مِن هُنا مذمومينَ مدحورين قَبلَ
أن نرجُمُكُم بالحجارةِ ونُشْعِلُكم بالنيرانْ

فَلا مـكانَ لكُم هُنا فيِ أرْضِـنا
فَأنتُم شعبٌ بلا ارضٍ يا طُغْيــآنْ

فَرفعو البنُدقيةِ وامطرونا بِِرُصاصِها
وألقوا علينا القنابلَ في كُلِ مكــآنْ

فمنا مَن وقعَ اسيراً وَمُصاباً وجريحاً
ومنّا من وقعَ شهيداً وارتقي للجنانْ

دَخلوا البيوتَ وانتهكوا حُرُماتِـها
واغتصَبوا النِساءَ وقتّلو الأطفال الشُجعانْ

شَرّدونا عن أهلِنا وأرضِنا وديارَنا
وقسّمونا الى شعبينِِ كالهندِ وباكستَـانْ

ودنّسوا المسجدَ الأقصى مَسرى نبينا
وحرمونا الصَلاةَ فيهِ مدى العُمرِ والزمانْ