غدا تضيع منك فلذة كبدك لأنك جبنت وسكت.

قال لي.. وقلتُ له..
قلتُ له: لماذا لا تصدع بكلمة الحق؟ ولا تُنكر على الجمعيات التي تسعى لإفساد أولادنا حتى دخلت إلى المناهج والأنشطة اللامنهجية؟؟
قال: خوفا على رزقتي ورزقة أولادي.. شو بدو يصير فيهم إذا اعترضتُ وأوقفوني عن العمل وقطعوا رزقتي؟!!
قلت له: تظن أنك إذا أنكرت المنكر سيُقطع رزقك!!! لكن ألا تظن أنك إذا لم تتكلم فبعد سنوات سيُخطف أولادك منك إذا تدخلت ببعض تصرفاتهم بحسب بعض الاتفاقيات؟!! فالشيء الذي تسكت لأنك تخاف عليه غدا سيضيع منك إذا بقيت خائفا.. والأولى بك أن تخاف على دينهم وأخلاقهم أكثر مما تخاف على طعامهم وشرابهم..
قال: أنا ربيتُ أولادي منيح ومستحيل أن يتأثروا بأفكار تلك الجمعيات.
قلت له: ابني وابنك حين يرون جميع زملائهم معهم جوالات قالوا لي ولك: بابا بدي جوال.. وبنتك حين رأت كل زميلاتها لا يلبسن الجلباب صار الجلباب في نظرها غول.. وغدا حين تسوء أخلاق الجيل.. لن تستطيع أن تحافظ على تربية ابنك.. التيار جارف.. وكما أن الكثرة تغلب الشجاعة فكذلك كثرة المتأثرين بالفساد ستجعل ابنك المربى غريبا وحيدا فريدا بينهم فهل تضمن أنه سيقوى ويصمد؟!!..
احرص على أخلاق الآخرين حتى تصمد أخلاق ابنك.
وأخيرا: ضع كل ما قلتُه لك على الرف.. ألست تقرأ كل يوم: (قل أعوذ برب الناس. ملك الناس. إله الناس) فلماذا تخاف من الناس وتحسب لهم حسابا أكثر من رب الناس وملك الناس وإله الناس؟!!
مرة أخرى أقول لك: تخشى إنكار المنكر خوفا على فلذة كبدك!! غدا تضيع منك فلذة كبدك لأنك جبنت وسكت.