رحلت

تراقصت الذكريات في محيط أفكاري فتناثرت اللآلي على مروج الأقاحي
ومن ثم..
فاح عبق الحنين ليرسل مراسيل أشواقي إليكِ ..
تزلزلت الجبال وبكت صم الصخور وتأوهت ثم ناحت فندبت فدعت ..
وإذ بفراشة صغيرة جائت لتداعب عيني برقة ما رأيتها بسواكِ
ناديتها ب اسمكِ
إذ بها وقفت على كتفي

بنيتي!!!
أجئت لتخففي أشواقي ؟!
رفت بجانحيها وخمدت
أظن أنها شعرت بالحب
لطالما اخبرت الجميع عن حبي للفراشات
لكن قالوا لا احبها
واني اتظاهر بهذا لان هناك من يحبها
لا بأس ف طفلتي أيضا فراشة ..
وحيد يجلس ببيت صغير يرتقب انتهاء ساعات يومه
هل ستبقين هنا؟؟!!
يا للجنون بت احدث فراشة
لكنني اسمعك
ماذا؟!!
هل خييل لي انها تحدثت
لعلي كذلك
خرجت إلى حديقة منزلي الصغيرة لاعيش زمن الماضي
طيف وقف خلفي
مسحة ناعمة على عنقي
ربما أشعرتني بالامان
ولو لبضع ثوانٍ
لن افكر بشيئ
انا وحدي الآن
فراشتي ..
لا تخبريها ما حدث
حتماً ستحزن..
لا تخبريها أنك جئت ف رأيتي النيران مني تضطرم
كأنما سمعت ما ناجيتها إياه ولم أنطق بعد بكلمة
تطايرت إلى صدري فعانقتني
ابتسمت
اعلم لماذا
لم تعانقني
وقفت على صدري
لكن الدفئ غمرني
مددت يدي فوقفت بأمان
لم أفكر سوى بالتقاط صور لها لارسلها لفراشتي الاخرى..
تعانقني الذكريات معها كلما كنت وحيداً
تدفئني عناقاتها كلما شعرت بالوحدة
كيف لتلك الطفلة أن تمحي ندوب الماضي بعناق واحد .
كيف لها أن تمسح على كل تلك الجروح لتشفى ..
عز علي أن تموت امام عيني
مددت يدي لترحل
بقيت واقفة على راحة يدي
عز على الفراق رغم أنها فراشة
لكن الفراق مؤلم يا سادة
الفراق يشيب قلب الطفل رضيعاً

لكنها رحلت ..

رحلت وقد انتزعت مني نصف أحزاني ..
جائت فذكرتني أن هناك من لم يهن عليه آلامي
إنها ك الاقحوانة
زهر يفيض عبقاً مع كل ربيع وكل ابتسامة لها ربيع من نوع آخر ..
ذلك الطفل لم يزل ينتظر الربيع
لم يعلم أحد أنه ينتظر لقائها
كانت ربيعه لا شيئ سواها ..🦋❤️